نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 337
أما
محمد باشا فإنه قصد حلب و تبعه أکثر القوّاد و الوزراء، و أما محمد باشا
البیرقدار فإنه بعد انهزامه قصد حسین باشا السردار لیعلمه بتلک الکسرة و
یطلب منه النجدة و استحوذ إبراهیم باشا علی مهمات الجیش العثمانی و ذخائره و
فرق منها علی ضبّاطه و عساکره و استولی علی حمص و حماة، و کان قد وقع فی
یده ألفان من الأساری بین عساکر نظامیة و أرناؤوط، فعاملهم بالرفق و
الإحسان و أدخلهم بین جنوده المصریة و عیّن لکل واحد منهم راتبا و کتب إلی
أبیه بمصر یخبره بهذا النصر.
ذکر وصول حسین باشا السردار إلی حلب و امتناع الحلبیین من تقدیم عسکر له
قال فی المناقب ما خلاصته: کان حسین باشا السردار قد خرج من أنطاکیة
طالبا حمص و حماة، فبلغه و هو فی أثناء الطریق ما حل بعسکره، فاضطرب لذلک
فؤاده و ارتد راجعا إلی الوراء لیجمع شمل العساکر المنهزمة و یأخذ لنفسه
الاحتیاطات اللازمة، و لما أتاه محمد باشا البیرقدار بمن معه من المنهزمین و
بخه و رفسه برجله و نزع عنه سیفه و طرده من أمامه و وکل به بعض الخدم، ثم
أخذ فی السیر إلی أن وصل إلی جسر الحدید و هو مکان یبعد عن أنطاکیة أربع
ساعات و جمع ما تشتت من الجنود ثم ارتحل قاصدا حلب، و لما وصلها التقی
بوالیها محمد باشا فأعلمه بواقعة الحال و هزیمة العسکر، فازداد حنقا علی
حنق و قلقا علی قلق، و عند وصوله إلی حلب عقد مجلسا حربیا مع الأعیان و
العلماء، و بعد جلسة طویلة و مذاکرة مستطیلة طلب منهم أن یمدوه بالذخائر و
العدد و یقدموا له عسکرا من أبناء البلد، فلم یوافقوه علی ذلک لأن نفوسهم
کانت غیر مائلة إلیه و لا مؤملة حصول النصر علی یدیه، بل کانوا یحاولون
الخروج من قبضة الدولة العلیة و الدخول تحت طاعة الحکومة المصریة، فلما یئس
من النجدة و المعونة عزم علی المسیر إلی الإسکندرونة، لیقیم فیها الحواجز و
القلاع و یجعلها حصن الوقایة و الدفاع. و مما یستحق الاعتبار أن هذا
السردار کان قد اجتمع مع قنصل فرانسا فی ذلک النهار، فأخذ یحادثه فی الکلام
و یسأله عن حواصل بر الشام و عن أسعار الحریر و الحنطة و الشعیر و غیر ذلک
من المسائل التی لیس تحتها طائل، و بعد أن تناول معه الطعام خرج إلی
المضارب و الخیام و بات تلک اللیلة فی المعسکر، و عند طلوع النهار بلغته
الأخبار بقرب
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 337