نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 132
القرانصة الأعیان
و هم واقفون متجهزون فإن جیشهم انکسر قهرا و ما عسی أن تقاتل مائة نفس إلی
مائة و ثمانین ألف نفس، و لکنهم مع قلتهم أوقفوا هذا الجیش العظیم و لم
یقدر أحد منهم أن یتقدم. ثم عییت هذه الطائفة القلیلة من الضرب و القتل [و
الکثرة تغلب الشجاعة] و ما زال الغوری حتی بقی وحده و خلفه حامل السنجق
أمیر اللواء و کان رجلا کبیر السن من ممالیک إینال الأجرود، فمن شدة ما حصل
للغوری من القهر وقع علی الأرض مغشیا علیه.
ذکر قطع رأس السلطان قانصوه الغوری
قال المحلی: فلما وقع السلطان الغوری علی الأرض رمی حامل السنجق الرمح و
أخذ القماش المطرز و کان یساوی ثلاثة آلاف ذهب فقال الأمیر علان لأقبای
الطویل: ما تری فی أمر السلطان؟ قال له: قل ما عندک، قال: إن نحن ترکناه و
رحنا و خلیناه یأتی الأعداء فیقتلونه و یأخذون رأسه یطوفون بها جمیع بلاد
الروم، قال: فما الرأی؟ قال: الرأی أن نقطع رأسه و نرمی بها فی هذا الجب و
الجثة بلا رأس لا یعرفها أحد، قال: نعم الرأی، فأمر الأمیر علان عبدا من
عبیده فقطع رأس السلطان الغوری و رمی بها فی جب هناک، ثم ولی الأمیر علان
إلی ناحیة حلب. و أما الأمیر أقبای الطویل فإنه طلب ناحیة العجم و أقام
بها إلی أن مات. و أما الأمراء الذین التهوا بالقتال مع الروم فإنهم فاض
علیهم بحر المنایا و زاد و ابتلوا بعساکر ملأت السهل و الواد. و اجتمع
علیهم ذلک الجمع الکثیر و خاضت خیولهم فی بطون القتلی فقاتلوا قتال من قطع
من الدنیا أمله، فقصدهم الرماة بالبندق فوقع الأمیر سیبای و الأمیر سودون
العجمی. و أما الأمیر قانصوه ابن السلطان جرکس فإنه ما زال یضرب بالسیف
حتی خرق عسکر الروم و طلع من ذلک الجانب علی حمیة، فلما خلص شم الهواء وردت
روحه إلیه بعد أن کان یئس من الحیاة. و الف حسنة لرجل خرج من بین ألوف و
لکن إذا جاء أمر اللّه قضی بالحق و لا راد لما قضاه اللّه، فإنه وقع فی نهر
هناک ینبت فیه عرق السوس فالتفت علی قوائم الفرس فغرق و کانت عسکر الروم
تنظر إلیه علی بعد، فلم رأوه فی هذه الحالة طمعوا فیه و أحاطوا به فقبضوه و
عروه من الملبس و قطعوه بسیوفهم.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 3 صفحه : 132