نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 81
کمشتکین
و الملک الصالح من حلب فیعاملهم بما عامل به بنی الدایة راسلوا سیف الدین
غازی لیسلموها إلیه، فلم یجبهم، فحملهم الخوف علی أن راسلوا صلاح الدین
یوسف بن أیوب بمصر، و کان کبیرهم فی ذلک شمس الدین بن المقدم، و من أشبه
أباه فما ظلم. فلما أتته الرسل لم یتوقف و سار إلی الشام فلما وصل دمشق
سلمها إلیه من بها من الأمراء و دخلها و استقر بها و لم یقطع خطبة الملک
الصالح و إنما أظهر أنی إنما جئت لأخدمه و أسترد له بلاده التی أخذها ابن
عمه. و قال القاضی ابن شداد فی السیرة الصلاحیة: لما تحقق السلطان صلاح
الدین وفاة نور الدین و کان ولده طفلا لا ینهض بأعباء الملک و لا یستقل
بدفع عدو اللّه عن البلاد تجهز للخروج إلی الشام إذ هو أصل بلاد الإسلام،
فتجهز بجمع کثیر من العساکر و خلف فی الدیار المصریة من یستقل بحفظها و
حراستها و نظم أمورها و سیاستها و خرج هو سائرا مع جمع من أهله و أقاربه و
هو یکاتب أهل البلاد و أمراءها، و اختلفت کلمة أصحاب الملک الصالح و اختلت
تدابیرهم و خاف بعضهم من بعض، و قبض البعض علی جماعة منهم و کان ذلک سبب
خوف الباقین من فعل ذلک و سببا لتنفیر قلوب الناس عن الصبی، فاقتضی الحال
أن کاتب شمس الدین بن المقدم السلطان و وصل مطالبا بالملک الصالح لیکون هو
الذی یتولی أمره و تربیة حاله فیقوم له ما اعوج من أمره، فوصل دمشق و لم
یشق علیه عصا و دخلها بالتسلیم یوم الثلاثاء سلخ ربیع الآخر سنة سبعین و
تسلم قلعتها، و کان أول دخوله إلی دار أبیه، و اجتمع الناس إلیه و فرحوا
به، و أنفق فی ذلک الیوم فی الناس مالا طائلا و أظهر الفرح و السرور
بالدمشقیین و أظهروا الفرح به و صعد القلعة و استقر قدمه فی ملکها اه. قال
فی الروضتین: قال ابن أبی طی: لما اتصل بمن فی حلب حصول دمشق للملک الناصر
و میل الناس إلیه و انعکافهم علیه خافوا و أشفقوا و أجمعوا علی مراسلته،
فحملوا قطب الدین ینال بن حسان رسالة أرعدوا فیها و أبرقوا و قالوا له: هذه
السیوف التی ملکتک مصر بأیدینا و الرماح التی حویت بها قصور المصریین علی
أکتافنا و الرجال التی ردت عنک تلک العساکر هی تردک و عما تصدیت له تصدک، و
أنت فقد تعدیت طورک و تجاوزت حدک و أنت أحد غلمان نور الدین و ممن یجب
علیه حفظه فی ولده. قال: و لما بلغ السلطان ورود ابن حسان علیه رسولا
تلقاه بموکبه و بنفسه و بالغ فی إکرامه و الإحسان إلیه، ثم أحضره بعد ثالثة
لسماع الرسالة منه، فلما فاه ابن حسان
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 81