خانقاه القدیم:

قال فی الدر المنتخب: أنشأها نور الدین أیضا و تولی النظر علی عمارتها شمس أبو القاسم الطرسوسی.

البیمارستان:

قال فی الدر المنتخب: البیمارستان النوری بناه الملک العادل نور الدین محمود داخل باب أنطاکیة بالقرب من سوق الهواء [فی محلة الجلّوم الکبری فی الزقاق المعروف الآن بزقاق البهرمیة]. یقال إن الملک العادل نور الدین تقدم إلی الأطباء أن یختاروا من حلب أصح بقعة صحیحة الهواء لبناء البیمارستان بها، فذبحوا خروفا و قطعوه أربعة أرباع و علقوها بأرباع المدینة لیلا، فلما أصبحوا وجدوا أحسنها رائحة الربع الذی کان فی هذا القطر فبنوا البیمارستان فیه، و وقف علیه قریة معراتا و نصف مزرعة وادی العسل من جبل سمعان و خمسة أفدنة من مزرعة کفرنایا و ثلث مزرعة الخالدی و طاحونها من المطخ و ثمن طاحون أعریبة ظاهر باب الجنان و ثمانیة أفدنة من مزرعة أبو مدایا من عزاز و خمسة أفدنة بمزرعة الحمیرة من المطخ و اثنی عشر فدانا من مزرعة الفرزل من المعرة و ثلث قریة بیت راعل من الغربیات و عشرة دکاکین بسوق الهواء هو الآن معروف بسوق الکمرک، منها ثلاثة تمام و الباقی شرکة الجامع الکبیر و أحکار ظاهر باب أنطاکیة و باب الفرج و باب الجنان اه.
أقول: هو الآن خراب لم یبق منه سوی بابه و جدران أطرافه یأوی إلیه الفقراء من الغرباء. و من الغریب أن معتمد إیطالیا آدولف صولا عمر فوق باب البیمارستان المذکور قنطرة جعل طرفها تحت أطراف قصر داره التی هی تجاه البیمارستان المذکور حفظا للقصر و ذلک منذ خمس عشرة سنة، و کان ذلک فی لیلة واحدة، و لم ینتطح لذلک عنزان، غایته أن المتولی علی البیمارستان رفع الأمر إلی الحکومة و إلی المجلس البلدی فلم یلتفت إلیه و کأن الحادثة لم تکن فلله الأمر. إلا أنه بعد ذلک ابتلی بالأمراض و الأسقام و لم یطب عیشه إلی أن مات.

و من آثاره تجدید بناء الجامع الأعظم و التوسیع فیه:

یجدر بنا قبل الکلام علی ذلک أن نذکر تأسیس بناء هذا الجامع و ما حصل فیه إلی أن نصل إلی هذا التاریخ.