وفاة الملک العادل نور الدین الشهید محمود بن زنکی‌

قال ابن الأثیر: فی هذه السنة توفی نور الدین محمود بن زنکی بن آقسنقر صاحب الشام و دیار الجزیرة و مصر یوم الأربعاء حادی عشر شوال بعلة الخوانیق، و دفن بقلعة دمشق، و نقل منها إلی المدرسة التی أنشأها بدمشق عند سوق الخواصین. و من عجیب الاتفاق أنه رکب ثانی شوال و إلی جانبه بعض الأمراء [هو کما فی الروضتین همام الدین مودود و الی حلب فی أول دولة نور الدین] فقال له الأمیر: سبحان من یعلم هل نجتمع هنا فی العام المقبل أم لا، فقال نور الدین: لا تقل هکذا بل سبحان من یعلم هل نجتمع بعد شهر أم لا، فمات نور الدین بعد أحد عشر یوما و مات الأمیر قبل الحول فأخذ کل منهما بما قاله.
ثم قال: و کان أسمر طویل القامة لیس له لحیة إلا فی حنکه و کان واسع الجبهة حسن الصورة ملیح العینین. و کان قد اتسع ملکه جدا و خطب له بالحرمین الشریفین و بالیمن لما دخلها شمس الدولة بن أیوب و ملکها. و کان مولده سنة إحدی عشرة و خمسمائة، و طبق ذکره الأرض بحسن سیرته و عدله.
و قال ابن کثیر فی وفیات سنة خمسمائة و تسعة و ستین: إن نور الدین ولد وقت طلوع الشمس یوم الأحد السابع عشر من شوال سنة إحدی عشرة و خمسمائة بحلب و نشأ فی کفالة والده صاحب حلب و الموصل. و هذا سهو فإن والده زنکی ملک حلب فی سنة اثنتین و عشرین کما تقدم، و لم نقف علی ما یفید أنه أتی حلب فی سنة إحدی عشرة و خمسمائة.