اشارة

إعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء ؛ ج‌2 ؛ ص408

ذکر تولیة حلب للأمیر دقماق المحمدی‌

قال ابن إیاس: فی هذه السنة أرسل السلطان إلی دقماق المحمدی نائب حماة بأن یستقر نائب حلب عوضا عن المقر السیفی دمرداش المحمدی، و رسم لدمرداش المحمدی بأن یحضر إلی القاهرة لما تقتضیه الآراء الشریفة. (ثم قال):
و فیها جاءت الأخبار من حلب بأن الأمیر دقماق المحمدی لما استقر نائب حلب و توجه إلیها خرج إلیه دمرداش نائب حلب و واقع معه واقعة قویة، فانکسر دمرداش و نهب برکه و هرب إلی ملطیة. (و فی تحف الأبناء) أنه قبض علیه و أرسله إلی القاهرة و هو الأصح، لأنه عیّن سنة خمس لنیابة طرابلس کما فی روض المناظر.
قال السخاوی فی الضوء اللامع فی ترجمة الأمیر دقماق: إنه ولی حلب سنة أربع و ثمانمائة و هرب منها فی سنة ست لما استشعر بالقبض علیه، فقرر غیره فی نیابتها فلم یلبث أن مات، فعاد دقماق إلیها ففرّ منه حاجبها و استنجد بمن ساعده علی محاصرته، فما نهض دقماق لمقاومته لغلبة من معه، ففرّ إلی جهة الترکمان و أرسل یطلب الأمان فأجیب و أعطی نیابة حماة ثانیا إلی أن قتله جکم صبرا بظاهرها فی رجب أو شعبان سنة ثمان و نفرت القلوب من قاتله، و کان أمیرا جلیلا کریما شجاعا ذا شکالة ملیحة و خلق حسن متواضعا قریبا من الناس مع حشمة و ریاسة و عدل فی الرعیة و عفة عن أموالهم، أنشأ تربة خارج حلب و وقف علیها وقفا.