أسئلة تیمور لنک و الجواب عنها من القاضی ابن الشحنة

قال المحب أبو الولید بن الشحنة فی آخر تاریخه روض المناظر: و فی یوم الثلاثاء رابع عشر ربیع الأول أخذ القلعة بالأمان و الأیمان التی لیس معها إیمان، و فی ثانی یوم صعد إلیها، و آخر النهار طلب علماءها و قضاتها فحضرنا إلیه فأوقفنا ساعة ثم أمر بجلوسنا، و طلب من معهم من أهل العلم فقال لأمیر عنده و هو المولی عبد الجبار ابن العلامة نعمان الدین الحنفی والده من العلماء المشهورین بسمرقند: قل لهم إنی سائلکم عن مسألة سألت عنها علماء سمرقند و بخاری و هراة و سائر البلاد التی افتتحتها و لم یوضحوا الجواب، فلا تکونوا مثلهم و لا یجاوبنی إلا أعلمکم و أفضلکم، و لیعرف ما یتکلم به فإنی خالطت العلماء ولی بهم اختصاص و ألفة، ولی فی طلب العلم طلب قدیم. و کان بلغنا أنه یعنت العلماء فی الأسئلة و یجعل ذلک سببا لقتلهم أو تعذیبهم.
فقال القاضی شرف الدین موسی الأنصاری الشافعی عنی: هذا شیخنا و مدرّس هذه البلاد و مفتیها، سلوه و اللّه المستعان.
فقال لی عبد الجبار: سلطاننا یقول: إنه بالأمس قتل منا و منکم، فمن الشهید قتیلنا أم قتیلکم؟ فوجم الجمیع و قلنا فی أنفسنا هذا الذی بلغنا عنه من التعنت، فسکت القوم و فتح اللّه علی بجواب سریع بدیع و قلت: هذا سؤال سئل عنه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم و أجاب عنه، و أنا مجیب بما أجاب به سیدنا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم، قال لی صاحبی القاضی شرف الدین موسی الأنصاری بعد أن انقضت الحادثة: و اللّه العظیم، لما قلت هذا السؤال سئل عنه رسول اللّه صلّی اللّه علیه و سلم و أجاب عنه و إنه لمحدث