نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 403
قاله:
إنا إذا کسرناهم فزنا بالمرام و کفینا عسکر المصریین المؤنة، و إذا کانت
الکرة علینا نکون قد بذلنا المجهود و أقمنا عذرا لدی السلطان برقوق. قال
ابن عربشاه: و لا زال دمرداش یحسن لهم هذا الرأی الفاسد حتی أجمعوا علیه و
اتفقوا علی الخروج إلی تیمور لنک لأنه کان صاحب البلد و کان فی الباطن
موافقا لتیمور. ثم إنهم حصنوا المدینة و أوصدوا أبوابها و وکلوا بکل
حارة و محلة أصحابها و فتحوا البابین المقابلین للجهة التی نزل فیها تیمور
لنک و هما باب النصر و باب القناة. و یوم وصوله و هو یوم الخمیس تاسع ربیع الأول برز من عسکر تیمور لنک ألفا رجل فبرز إلیهم من العساکر الشامیة ثلثمائة فهزمهم هؤلاء. و
یوم الجمعة برز من عسکره نحو من خمسة آلاف فتقدم إلیهم طائفة أخری و اشتبک
بینهم القتال و اشتد و أبلت العساکر الشامیة بلاء حسنا، و بقی الحرب إلی
المساء، فتراجع الفریقان و قد قتل من عسکر تیمور لنک و لم یقتل من العسکر
الشامیة سوی رجلین. و یوم السب حادی عشر ربیع الأول برزت العساکر
الشامیة و تقدمت عساکر ذاک و کان قد عبأها تحت جنح اللیل، فقابل مقدمتهم و
شغلهم بأوائلهم و أحاط الباقون بهم فأتوهم من بین أیدیهم و من خلفهم و عن
أیمانهم و عن شمایلهم، فمشی علیهم مشی الموسی علی الشعر و سعی سعی الدّبا
علی الزرع الأخضر، و کان هذا الجولان علی قریة حیلان، ثم فرت میمنة العساکر
الشامیة و کان رأسها دمرداش فلم یلبث الباقون ساعة من نهار حتی ولّوا
الأدبار و عسکر تیمور لنک وراء ظهورهم، فقصدوا المدینة من الأبواب المفتوحة
و ازدحموا عندها و السیوف تشقهم و الرماح تدقهم، فاستدت الأبواب بالقتلی و
لم یتمکن الکثیرون من الدخول، فتشتتوا فی البلاد، و کسر الممالیک باب
أنطاکیة و خرجوا منه قاصدین بلاد الشام، و صعد النواب إلی القلعة و تحصنوا
فیها. قال ابن إیاس: لما بلغ تیمور لنک أن رسوله قتل زحف إلی قریة من
قری حلب یقال لها حیلان و احتاط بمدینة حلب ونهب ما حولها من الضیاع، و لما
کان یوم السبت حادی عشر ربیع الأول من سنة ثلاث و ثمانمائة خرج عساکر حلب و
سائر النوّاب بعساکرهم و أوقعوا مع تمرلنک، فکان بینهم ساعة تشیب منها
النواصی و قد دهمتهم عساکر تمرلنک کأمواج البحار المتلاطمة و مالت علیهم
کتائب الجنود المتزاحمة، فلم تثبت معهم عساکر حلب و ولوا علی أعقابهم
مدبرین و أقبلوا نحو المدینة منهزمین، و قد داست حوافر الخیل أجساد العامة و
حل بهم من البؤس کل داهیة طامة. و کان قد احتمی بالمزارات
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 403