نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 390
حلب
و أراح بها و طرقه مرض أبطأ به عن مصر، و جاءت الأخبار بأن تمرلنک عاث فی
مخلفه و استصفی ذخائره و استوعب موجود أهل بغداد بالمصادرات لأغنیائهم و
فقرائهم حتی مستهم الحاجة و أقفرت جوانب بغداد من العیث. ثم قدم أحمد بن
أویس علی السلطان بمصر فی شهر ربیع سنة ست و تسعین مستصرخا به علی طلب
ملکه و الانتقام من عدوه، فأجاب السلطان صریخه و نادی فی عسکره بالتجهیز
إلی الشام. و قد کان تمرلنک بعد ما استولی علی بغداد زحف فی عساکره إلی
تکریت مأوی المخالفین و عش الحرابة و رصد السابلة و أناخ علیها بجموعه
أربعین یوما فحاصرها حتی نزلوا علی حکمه و قتل من قتل منهم ثم خربها و
أقفرها، و انتشرت عساکره فی دیار بکر إلی الرها و وقفوا علیها ساعة من نهار
فملکوها و انتسفوا نعمها و افترق أهلها، و بلغ الخبر إلی السلطان فخیم
بالریدانیة أیاما أزاح فیها علل عسکره و أفاض العطاء فی ممالیکه و استوعب
الحشد من سائر أصناف الجند، و استخلف علی القاهرة النائب سودون و ارتحل علی
التعبیة و معه أحمد بن أویس بعد أن کفاه مهمه و سرب النفقات فی تابعه و
جنده، و دخل دمشق آخر جمادی الأولی و قد کان أوعز إلی جلبان نائب حلب
بالخروج إلی الفرات و استنفار العرب و الترکمان للإقامة هناک رصدا للعدو،
فلما وصل إلی دمشق وفد علیه جلبان و طالعه بمهماته و ما عنده من أخبار
القوم و رجع لإنفاذ أوامره و الفصل فیما یطالعه فیه، و بعث السلطان علی
إثره العساکر مددا له مع کمشبغا الأتابک و تکلمش أمیر سلاح و أحمد بن
بیبغا، و کان العدو قد شغل بحصار ماردین فأقام علیها أشهرا و ملکها و عاثت
عساکره فیها و اکتسحت نواحیها و امتنعت علیه قلعتها، فارتحل عنها إلی ناحیة
بلاد الروم و مرّ بقلاع الأکراد فأغارت عساکره علیها و اکتسحت نواحیها، و
السلطان لهذا العهد و هو شعبان سنة ست و تسعین مقیم بدمشق مستجمع لنطاحه و
الوثبة به متی استقبل جهته اه.
ذکر وصول السلطان برقوق إلی حلب و رجوع تمرلنک إلی بلاده و رجوع القان أحمد بن أویس إلی بلاده أیضا
قال ابن إیاس: إن السلطان رحل من الریدانیة و صحبته القان أحمد بن أویس و
سائر الأمراء و جدّ فی السیر حتی وصل إلی دمشق یوم الاثنین ثانی عشر ربیع
الآخر،
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 390