نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 375
إن
السلطان تکلم فی أخذ مال الأوقاف من الجوامع و المدارس و غیرها فلم یوافق
شیخ الإسلام علی ذلک و لا القضاة الأربعة، فشکا لهم السلطان بأن الخزائن
خالیة من الأموال و العدو زاحف علی البلاد و إن لم تخرج العساکر بسرعة و
إلا وصل إلی حلب و الشام، و العسکر لا تسافر بلا نفقة. فوقع فی المجلس جدال
عظیم و دافعوا السلطان و أغلظوا علیه فی القول، فلما طال الأمر وقع
الاتفاق بحضور الخلیفة و القضاة الأربعة بأن یؤخذ من مال الأوقاف أجرة
الأماکن و خراج الأراضی سنة کاملة و تبقی الأوقاف علی حالها، و انفصل
المجلس علی ذلک. و رسم السلطان لمحتسب القاهرة بأن یتولی جبی الأموال من
الناس فأخذوا فی أسباب ذلک، ثم إن السلطان عین تجریدة و عین لها جماعة من
الأمراء و هم ألطنبغا المعلم أمیر سلاح و قردم الحسنی رأس نوبة أمیر کبیر و
یونس النوروزی الداودار و سودون باق أحد المقدمین، و عین من الأمراء و
الطبلخانات رأس نوبة کبیر ثمانیة و من الأمراء العشروات عشرة، و عین من
الممالیک السلطانیة ثلثمائة مملوک و أنفق علیهم، و أخذوا فی أسباب السفر و
التوجه إلی حلب و الإقامة بها إلی حضور السلطان. ثم إن السلطان رسم بأخذ
زکاة الأموال من التجار و ندب إلی ذلک القاضی الطرابلسی الحنفی. و فی رجب
خرجت التجریدة من القاهرة فی تجمل زائد و استمرت الأطلاب تنسحب من باکر
النهار إلی قریب الظهر و کان یوما مشهودا. فلما خرجت التجریدة اشتد الأمر
علی الناس و جبیت الأموال منهم غصبا بالعصا، فجبوا ذلک من الناس فی یوم
واحد، ثم فرج اللّه عنهم و جاءت الأخبار بأن تمرلنک رجع إلی بلاده و أن
ولده قد قتل، فسکن الاضطراب و رسم السلطان بإعادة ما أخذوه من الناس
فتزایدت أدعیتهم له بالنصر.
ذکر الوقعة التی أشیر إلیها
قال فی روض المناظر فی حوادث هذه السنة: فیها وجه الناصری (نائب حلب)
بمن معه من العساکر المصریة و الشامیة و الحلبیة إلی جهة منطاش، فالتجأ
منطاش إلی القاضی برهان الدین صاحب سیواس، و وصل الناصری بمن معه إلی سیواس
و حاصرها مدة و قارب أخذها، فأرسل القاضی برهان الدین یطلب الأمان و سأل
الناصری أن یتأخر عن المدینة قلیلا لیخرج إلیه و یسلمه منطاش، فاتفق
الناصری مع عساکره علی أن یظهر الإجابة
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 375