نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 37
فاشتبه علی ابن الأثیر هذه بتلک، و نحن نذکر أیضا عبارة ابن الأثیر فی حوادث سنة 554 لأن فیها زیادة فوائد علی ما تقدم. قال:
فی هذه السنة مرض نور الدین محمود بن زنکی صاحب حلب مرضا شدیدا أرجف
بموته، و کان بقلعة حلب و معه أخوه الأصغر أمیران (محمد) فجمع الناس و حصر
القلعة و شیرکوه و هو أکبر أمراء حمص، فبلغه خبر موته فسار إلی دمشق لیتغلب
علیها و بها أخوه نجم الدین أیوب، فأنکر علیه أیوب ذلک و قال: أهلکتنا و
المصلحة أن تعود إلی حلب، فإن کان نور الدین حیا خدمته فی هذا الوقت و إن
کان قد مات فإنا فی دمشق نفعل ما نرید من ملکها، فعاد إلی حلب مجدا و صعد
القلعة و أجلس نور الدین فی شباک یراه الناس و کلمهم، فلما رأوه حیا تفرقوا
عن أخیه أمیر أمیران فسار إلی حران فملکها، فلما عوفی نور الدین قصد حران
لیخلصها فهرب أخوه منه و ترک أولاده بحران فی القلعة فملکها نور الدین و
سلمها إلی زین الدین علی نائب أخیه قطب الدین صاحب الموصل. ثم سار نور
الدین بعد أخذ حران إلی الرقة و بها أولاد أمیرک الجاندار و هو من أعیان
الأمراء و قد توفی و بقی أولاده، فنازلها فشفع جماعة من الأمراء فیهم فغضب
من ذلک و قال: هلا شفعتم فی أولاد أخی لما أخذت منهم حران و کانت الشفاعة فیهم من أحب الأشیاء إلی، فلم یشفعهم و أخذها منهم اه.
سنة 553
ذکر استیلاء الفرنج علی حارم
قال فی الروضتین: قال الرئیس أبو یعلی: فی أوائل المحرم تناصرت الأخبار
من ناحیة الفرنج المقیمین بالشام بمضایقتهم لحصن حارم و مواظبتهم علی رمیه
بحجارة المجانیق، إلی أن ضعف و ملک بالسیف و تزاید طمعهم فی شن الغارات فی
الأعمال الشامیة و إطلاق الأیدی فی العیث و الفساد فی معاقلها و ضیاعها
بحکم تفرق العساکر الإسلامیة و الخلف الواقع بینهم باشتغال نور الدین
بعقابیل المرض العارض له، و للّه المشیئة التی لا تدافع و الأقضیة التی لا
تمانع.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 37