ذکر نیابة قطلیجا الحموی ثم نیابة أرغون الکاملی‌

قال فی روض المناظر: و فی هذه السنة ولی الأمیر أرغون الکاملی نیابة حلب عوضا عن قطلیجا الحموی، و کان قد ولیها نحو شهر و مات.
قال المقریزی: مات فی هذه السنة الأمیر قطلیجا الحموی، أصله مملوک المؤید صاحب حماة فبعثه إلی الناصر محمد و ترقی حتی صار من جملة الأمراء، ثم ولی نیابة حماة و نقل إلی نیابة حلب فأقام بها أیاما و مات، و کان سیی‌ء السیرة.
و فیها توفی الحاج أرقطای الناصری، باشر نیابة حمص ثم صفد ثم طرابلس ثم حلب ثم مصر ثم حلب ثم دمشق، فتوجه من حلب إلیها و مات بعین المبارکة و حمل إلی حلب و دفن بتربة سودی، و کان یحب حلب فأنشد فیه:
قالوا أرقطای مات قلت فهل‌فی الموت بعد الحیاة من عجب
ما مات من فرحة بنقلته‌بل مات من حزنه علی حلب
و کان عمره سبعین سنة.
قال المقریزی فی حوادث هذه السنة: و مات الأمیر أرقطای المنصوری بظاهر حلب و هو متوجه إلی دمشق عن نحو ثمانین سنة یوم الأربعاء خامس جمادی الأولی، و أصله من ممالیک المنصور قلاوون رباه الطواشی فاخر أحسن تربیة إلی أن توجه الناصر محمد بن قلاوون إلی الکرک کان معه، فلما عاد إلیه ملکه جعله من جملة الأمراء، ثم سفّره صحبة الأمیر تنکز نائب الشام و أوصاه ألا یخرج عن رأیه، فأقام عنده مدة ثم تنکر علیه فولاه نیابة حمص مدة سنتین و نصف، ثم نقله لنیابة صفد فأقام بها ثمانی عشرة سنة، و قدم مصر فأقام بها عدة سنین و جرد إلی أیاس، ثم ولی نیابة طرابلس و مات الناصر و هو بها، ثم قدم مصر و قبض علیه ثم أفرج عنه و أقام مدة، ثم ولی نیابة حلب، ثم طلب إلی مصر و صار رأس المیمنة، ثم ولی نیابة السلطنة نحو سنتین، ثم أخرج لنیابة حلب فأقام بها مدة، ثم نقل لنیابة الشام فمات فی طریقه لدمشق فدفن بحلب، و کان مشکور السیرة اه.
قال: و استقر نجم الدین محمد الزرعی فی قضاء القضاة الشافعیة بحلب بعد وفاة نجم الدین عبد القاهر بن أبی السفاح فیها.