نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 34
علی
والدتی و ألقیت الرأس بین یدیها و حدثتها الحال، فقالت: یا بنی تجهز
للخروج من شیزر فو اللّه لا یمکنک عمک من المقام و لا أحدا من إخوتک و أنتم
علی هذه الحال من الإقدام و الجرأة. فلما کان الغد أمر عمی بإخراجنا من
عنده و ألزمنا به إلزاما لا مهلة فیه فتفرقنا فی البلاد، فقصدوا الملک
العادل نور الدین و شکوا إلیه ما لقوا من عمهم فلم یمکنه قصده و لا الأخذ
بثأرهم و إعادتهم إلی أوطانهم لاشتغاله بجهاد الفرنج و لخوفه من أن تسلم
شیزر إلی الفرنج، و بقی فی نفسه. و توفی الأمیر سلطان و ولی بعده أولاده
فبلغ نور الدین عنهم مراسلة الفرنج فاشتد ما فی نفسه و هو ینتظر الفرصة،
فلما خربت القلعة بالزلزلة و لم یسلم منها أحد کان بالحصن فبادر إلیها و
ملکها و أضافها إلی بلاده و عمرها و أسوارها و أعادها کأن لم تخرب، و کذلک
فعل بمدینة حماة و کل ما خرب بالشام بهذه الزلزلة فعادت البلاد کأحسن ما
کانت.
ذکر وصول ولد السلطان مسعود للنزول علی أنطاکیة و مجیء العادل نور الدین إلی حلب و مرضه و ما جری بسبب ذلک
قال فی الروضتین: قال الرئیس أبو یعلی: و فی العشر الثانی من جمادی
الآخرة تواصلت الأخبار بوصول ولد السلطان مسعود فی خلق کثیر للنزول علی
أنطاکیة، و أوجبت الصورة تقریر المهادنة بین نور الدین و ملک الفرنج و
تکررت المراسلات بینهما و الاقتراحات و المشاجرات بحیث فسد الأمر و لم
یستقر علی مصلحة. و وصل نور الدین إلی مقر عزه فی بعض عسکره و أقر باقیه و
مقدمیه مع العرب بإزاء أعمال المشرکین. قال: و فی ثالث رجب توجه نور
الدین إلی ناحیة حلب و أعمالها لتجدید مشاهدتها و إمعان النظر فی حمایتها
عند ما عاث المشرکون فیها و قربت عساکر ابن مسعود منها. قال بعد ذلک: و قد
تقدم من ذکر نور الدین و نهوضه فی عساکره من دمشق إلی بلاد الشام
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 34