و قال فی وصفه للمعرة:

و المعرة مدینة صغیرة حسنة، أکثر شجرها التین و الزیتون و الفستق و منها یحمل إلی مصر و الشام، و بخارجها علی فرسخ منها قبر أمیر المؤمنین عمر بن عبد العزیز و لا زاویة علیه و لا خدیم له، و سبب ذلک أنه وقع فی بلاد صنف من الرافضة أرجاس یبغضون العشرة من الصحابة رضی اللّه عنهم و لعن ممبغضهم و یبغضون کل من اسمه عمر و خصوصا عمر بن عبد العزیز رضی اللّه عنه لما کان من فعله فی تعظیم علی رضی اللّه عنه.

و قال فی وصفه لسرمین:

ثم سرنا منها إلی مدینة سرمین، و هی حسنة کثیرة البساتین و أکثر شجرها الزیتون، و بها یصنع الصابون الآجری و یجلب إلی مصر و الشام، و یصنع بها أیضا الصابون المطیّب لغسل الأیدی و یصبغونه بالحمرة و الصفرة، و یصنع بها ثیاب قطن حسان تنسب إلیها، و أهلها سبابون یبغضون العشرة، و من العجب أنهم لا یذکرون لفظ العشرة، و ینادی سماسرتهم بالأسواق علی السلع فإذا بلغوا العشرة قالوا: تسعة و واحد. و حضر بها بعض الأتراک یوما فسمع سمسارا ینادی: تسعة و واحد، فضربه بالدبوس علی رأسه و قال: قل عشرة بالدبوس. و بها مسجد جامع فیه تسع قباب و لم یجعلوها عشرة قیاما بمذهبهم القبیح اه.