نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 230
ناهیا
منکرا، و کل من تمسک بالأصول لا یبالی بالفروع، بالإیمان ندرأ فعل العصیان
و نحن المؤمنون حقا، لا یداخلنا عیب و لا یخامرنا ذم و لا ریب، و القرآن
علینا نزل و ربنا رحیم بنا لم یزل، قد تحققنا تنزیله و عرفنا أسراره و
تأویله، و الجنة لنا زخرفت و الجحیم لکم خلقت و لخلودکم فیها سعرت، إذا
السماء انفطرت و إذا الکواکب انتثرت، و من أعجب العجب تهدید الرتوت باللتوت
و السباع بالضباع، خیولنا عربیة و سهامنا یمینة و لتوتنا صعیدیة و سیوفنا
مصریة، و هی شدیدة المضارب موصوفة فی المشارق و المغارب، و إنا لا یصدع
قلوبنا التهدید و جمعنا لا یخاف التفرقة و التبدید، و لو أننا نستف الصعید
فإنا لا نمیل و لا نبید، و ذلک بتأیید العزیز الحمید، إن عصیناکم فتلک
الطاعة و إن قاتلناکم فنعم البضاعة، و إن قتلنا أو قتلنا فبیننا و بین
الجنة ساعة. و أما قولکم قلوبنا کالجبال و عدیدنا کالرمال فإن القصّاب لا
یبالی بکثرة الغنم، و کثیر من الحطب یحرقه قلیل من الضرم، و الفرار من
الدنایا لا من المنایا، و هجوم المنیة هی عندنا غایة الأمنیة، و إنا إن
عشنا عشنا سعداء و إن متنا متنا شهداء. أبعد أمیر المؤمنین و خلیفة رب
العالمین تطلبون منا الطاعة، لا سمع لکم و لا طاعة، لا نعطی الذلة و
بأیدینا سیوف حداد و بین أیدینا رجال شداد، و زعمتم أن نلقی إلیکم أمرنا
قبل أن ینکشف الغطا و ینزل علینا منکم الخطا، هذا کلام فیه لحن و تمکیک و
فی نظمه تبدیل و ترکیک، فسوف ینکسر منکم المطا و تقصر منکم الخطا، أکفر بعد
إیمان أم تکذیب بعد تبیان أم طاعة صلب و أوثان أم تدعون مع اللّه إلها ثان
لَقَدْ جِئْتُمْ شَیْئاً إِدًّا تَکادُ السَّماواتُ یَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ
وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا فقولوا لکاتبکم الذی
رصف رسالته و صفف مقالته ما قصرت، أوجزت و أبلغت و اختصرت، و وصل إلینا
کتابک و فهمنا ما تضمنه خطابک، فکان عندنا کصریر الباب أو کطنین الذباب، ما
کان الغرض إلا إعلان فصاحتک و إظهار محض نصیحتک، و قد یستفید الظنة
المتنصح. الآن قد استوجبت النقم کما استخففت بالنعم و سوف تقع فی الندم و تزل بک القدم. و
السلام علی من اتبع الهدی إنه قد أوحی إلینا أن العذاب علی من کذب و تولی،
و الحمد للّه وحده و الصلاة علی محمد و آله و صحبه و سلم .
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 230