نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 219
و ضایقوها، و
قطعت الخوارزمیة الطریق علی الناس و زحفوا إلی البلد من کل ناحیة. و بعد
أن ذکر ما ارتکبه الخوارزمیون من فظیع الأعمال ثمة من النهب و الإحراق قال:
و لما علم الصالح أیوب بأن الصالح إسماعیل قد اتفق مع الخوارزمیة استمال
المنصور صاحب حمص فأجابه و کتب إلی الحلبیین یقول: هؤلاء الخوارزمیة قد
أخربوا البلاد و المصلحة أن نتفق علیهم، فأجابوه، و خرج الأمیر شمس الدین
لولو بالعساکر من حلب فی سنة أربع و أربعین و جمع صاحب حمص العرب و
الترکمان و خرج إلیهم عسکر دمشق و اجتمعوا کلهم علی حمص، و اتفق الصالح
أسماعیل و الخوارزمیة و عز الدین أیبک و الناصر داود و اجتمعوا علی مرج
الصفرّ و لم ینزل إلیهم الناصر من الکرک بل بعث إلیهم عساکره، و ساروا و
التقوا علی بحیرة حمص، فکانت الدائرة علی الخوارزمیة. قال أبو الفداء:
انهزموا هزیمة قبیحة تشتت شملهم بعدها و قتل مقدمهم حسام الدین برکة خان و
حمل رأسه إلی حلب و انقطع منهم جماعة و تفرقوا فی الشام و خدموا به و کفی
اللّه الناس شرهم.
سنة 646
ذکر استیلاء الحلبیین علی حمص
قال أبو الفداء: فی هذه السنة أرسل الملک الناصر یوسف صاحب حلب عسکرا مع
الأمیر شمس الدین لولو الأرمنی فحاصروا الملک الأشرف موسی بحمص مدة شهرین،
فسلم إلیهم حمص و تعوض عنها بتل باشر مضافا إلی ما بیده من تدمر و الرحبة،
و لما بلغ الملک الصالح نجم الدین أیوب ذلک شق علیه و سار إلی الشام
لارتجاع حمص من الحلبیین، و کان قد حصل له مرض و ورم فی مأبطه، ثم فتح و
حصل منه ناصور، و وصل الملک الصالح إلی دمشق و أرسل عسکرا إلی حمص مع حسام
الدین بن أبی علی فخر الدین بن الشیخ فنازلوا حمص و حاصروها و نصبوا علیها
منجنیقا مغربیا یرمی بحجر زنتها مائة و أربعون رطلا بالشامی مع عدة
منجنیقات أخر، و کان الشتاء و البرد قویا، و استمر الحصار علیها، و اتفق
حینئذ وصول الخبر إلی الملک الصالح و هو بدمشق بوصول الفرنج إلی جهة دمیاط،
و کان أیضا قد قوی مرضه، و وصل أیضا نجم الدین الباذرای رسول الخلیفة و
سعی فی الصلح بین الملک الصالح و الحلبیین و أن تستقر حمص بید الحلبیین،
فأجاب الملک الصالح إلی ذلک و أمر العسکر فرحلوا عن حمص بعد أن أشرفوا علی
أخذها.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 219