قال فی الروضتین: قال ابن الأثیر: فیها سار نور الدین إلی حصن أفامیة و هو للفرنج أیضا و بینه و بین حماة مرحلة، و هو حصن منیع علی تل مرتفع عال من أحصن القلاع و أمنعها، و کان من به من الفرنج یغیرون علی أعمال حماة و شیزر و ینهبونها، فأهل تلک الأعمال معهم تحت الذل و الصغار، فسار نور الدین إلیه و حصره و ضیق علیه و منع من به القرار لیلا و نهارا، و تابع علیهم القتال و منعهم الاستراحة، فاجتمعت الإفرنج من سائر بلادهم و ساروا نحوه لیزحزحوه عنها، فلم یصلوا إلیه إلا و قد ملک الحصن و ملأه ذخائر من طعام و مال و سلاح و رجال و جمیع ما یحتاج إلیه، فلما بلغه قرب الفرنج سار نحوهم فحین رأوا جده فی لقاهم رجعوا و اجتمعوا ببلادهم، و کان قصاراهم أن صالحوه علی ما أخذ.