احتفاله بمولد النبی الکریم:

قال: و أما احتفاله بمولد النبی صلّی اللّه علیه و سلم فإن الوصف یقصر عن الإحاطة به لکن نذکر طرفا منه. و هو أن أهل البلاد کانوا قد سمعوا بحسن اعتقاده فیه فکان فی کل سنة یصل إلیه من البلاد القریبة من إربل مثل بغداد و الجزیرة و سنجار و نصیبین و بلاد العجم و تلک النواحی خلق کثیر من الفقهاء و الصوفیة و الوعاظ و القراء و الشعراء، و لا یزالون یتواصلون من المحرم إلی أوائل شهر ربیع الأول، و یتقدم مظفر الدین بنصب قباب من الخشب کل قبة أربع أو خمس طبقات، و یعمل مقدار عشرین قبة و أکثر منها قبة له و الباقی للأمراء و أعیان دولته لکل واحد قبة، فإذا کان أول صفر زینوا تلک القباب بأنواع الزینة الفاخرة المتجملة و قعد فی کل قبة جوق من المغانی و جوق من أرباب الخیال و من أصحاب الملاهی، و لم یترکوا طبقة من تلک الطبقات حتی رتبوا فیها جوقا، و تبطل معایش الناس فی تلک المدة و ما یبقی