نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 187
فأحضر
الأفضل من سمیساط إلیه و حمل إلیه شیئا من الخیل و الخیام و السلاح و غیر
ذلک، و استقرت القواعد بینهما أن یکون ما یفتحه من حلب و أعمالها للأفضل و
هو فی طاعة کیکاوس و الخطبة له فی ذلک أجمع، ثم یقصدون دیار الجزیرة فما
یفتحونه مما بید الملک الأشرف مثل حران و الرها من البلاد الجزریة تکون
لکیکاوس، و جرت الأیمان علی ذلک. و جمعوا العساکر و ساروا فملکوا قلعة
رعبان فتسلمها الأفضل فمال الناس حینئذ إلیهما، ثم سار إلی قلعة تل باشر و
فیها صاحبها ابن بدر الدین دلدرم الیاروقی فحصروه و ضیقوا علیه و ملکوها
منه، فأخذها کیکاوس لنفسه و لم یسلمها إلی الأفضل، فاستشعر الأفضل من ذلک و
قال: هذا أول الغدر، و خاف أنه إن ملک حلب یفعل به هکذا فلا یحصل إلا أن
یکون قد قلع بیته لغیره، ففترت نیته و أعرض عما کان یفعله، و کذلک أیضا أهل
البلاد فکانوا یظنون أن الأفضل یملکها فیسهل علیهم الأمر، فلما رأوا ضد
ذلک وقفوا. و أما شهاب الدین أتابک ولد الظاهر صاحب حلب فإنه ملازم قلعة
حلب لا ینزل منها و لا یفارقها البتة، و هذه کانت عادته مذ مات الظاهر
خوفا من ثائر یثور به، فلما حدث هذا الأمر خاف أن یحصروه و ربما سلم أهل
البلد و الجند المدینة إلی الأفضل لمیلهم إلیه، فأرسل إلی الملک الأشرف بن
الملک العادل صاحب الدیار الجزریة و خلاط و غیرها یستدعیه لتکون طاعتهم له و
یخطبون له و یجعل السکة باسمه و یأخذ من أعمال حلب ما اختار، و لأن ولد
الظاهر ابن أخته فأجاب إلی ذلک و سار إلیهم فی عساکره التی عنده و أرسل إلی
الباقین یطلبهم إلیه، و سره ذلک للمصلحة العامة لجمیعهم، و أحضر العرب من
طییء و غیرهم و نزل بظاهر حلب، و لما أخذ کیکاوس تل باشر کان الأفضل یشیر
بمعاجلة حلب قبل اجتماع العساکر بها و قبل أن یحتاطوا و یتجهزوا، فعاد عن
ذلک و صار یقول: الرأی أننا نقصد منبج و غیرها لئلا یبقی لهم وراء
ظهورنا شیء، قصدا للتمادی و مرور الزمان فی لا شیء، فتوجهوا من تل باشر
إلی جهة منبج، و تقدم الأشرف نحوهم و سارت العرب فی مقدمته، و کان طائفة من
عسکر کیکاوس نحو ألف فارس قد سبقت مقدمة له فالتقوا هم و العرب و من معهم
من العسکر الأشرفی فاقتتلوا فانهزم عسکر کیکاوس و عادوا إلیه منهزمین، و
أکثر العرب الأسر منهم و النهب لجودة خیلهم و دبر خیل الروم، فلما وصل إلیه
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 187