نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 185
صاحب
حلب، و انتهت عمارتها فی سنة ستة عشر و ستمائة (أی بعد وفاته) و أنشأ إلی
جانبها تربة أرصدها لیدفن بها من یموت من الملوک و الأمراء اه. قال ابن
شداد بعد العبارة المتقدمة: و فوض النظر فی المدرسة إلی القاضی بهاء الدین
ابن شداد و شرف الدین أبی طالب العجمی، و حضر السلطان یوم درس بها و عمل
دعوة عظیمة حضرها الفقهاء اه. أقول: و هذه المدرسة الآن خربة و حجرها
التی کانت عن الیمین و الشمال تهدمت، و عوامیدها العظیمة مع کثیر من
أنقاضها ملقاة فی أرض المدرسة، و لم یبق من آثار عمرانها سوی محرابها مع
عمودین من الرخام و لیس علی بابها شیء من الکتابة، و فی وسطها حوض مثمن
بدیع الصنعة. و حالتها الحاضرة تعرب عن عظمة شأنها و جلالة قدر بانیها، و
إذا أجلت النظر فی أطرافها و نظرت إلیها نظر معتبر سالت منک العبرات و
اشتعلت فی فؤادک نیران الحسرات، و لو کانت هی الخربة وحدها لهان الأمر، لکن
تجد خارج باب المقام کثیرا من المدارس و الرباطات و الخانقاهات قد أخنی
علیها الزمان و جارت علیها الأیام و أصبحت أطلالا و رسوما و کلها تنبیک عن
تقدم العمران فی ذلک العصر و تدلک علی ارتقاء العلم فی الشهباء و رواج سوقه
و أنها کانت محط الرحال و منتهی الآمال. و لا ندری هل یسمح الزمان فی
عمران ما هنالک من الآثار القدیمة من مدارس و غیرها علی شکل تستفید منه
الأمة، و لا ریب أن ذلک خیر من أن تبقی علی هذه الحالة المؤدیة إلی ذهاب
تلک الآثار بتاتا، فإن أهل تلک المحلة لفقرهم قد تسلطوا علی أحجار تلک
الآثار و هم یسرقون منها شیئا بعد شیء، و إذا طال الحال و لم یتلاف ذلک
تصبح هذه الأماکن التی هی مفاخر الآباء و الأجداد أثرا بعد عین.
المدرسة الهرویة
قال فی الدر المنتخب: المدرسة الهرویة أنشأها الشیخ أبو الحسن علی بن
أبی بکر الهروی السائح قبلی حلب، و لم تزل إلی أن کانت فتنة التتر فدثر
بعضها و لم یبق بها ساکن، و خرب وقفها لأنه کان سوقا بالحاضر اه. أقول:
نسبة إنشائها إلی الهروی سهو، و الذی أنشأها إنما هو الملک الظاهر غازی،
ففی تاریخ ابن خلکان فی ترجمة أبی الحسن علی الهروی المذکور أن أبا الحسن
کان فیه
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 185