نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 183
مشتملة
علی مسجد للّه تعالی و مشیّد فیه مدفن السلطان الملک الظاهر قدّس اللّه
روحه لیناله ثواب قراءة العلم و دراسته و برکة القرآن و تلاوته، فجزاه
اللّه أفضل الأجر علیه، و شرط فیها أثابه اللّه تعالی أن یکون المدرس بها
شافعی المذهب و الإمام للصلاة فی مسجدها شافعی المذهب، و کذا المؤذن، غفر
اللّه لهم أجمعین سنة ستمایة و عشرین.
حالتها الحاضرة:
لم یزل باب المدرسة قائما علی حاله و علیه الکتابة المتقدمة، و فوق
الباب منارة صغیرة طولها نحو أربعة أذرع، و الدرج الذی یصعد به إلیها خرب و
موقف المؤذن کذلک، و عن یمین الباب و یساره خمس حجر صغیرة بعضها جدد فی
أوائل هذا القرن، و رممت جمیعها منذ ثلاث سنوات، یسکنها الآن بعض فقراء
المغاربة. و کان عن یمین المدرسة و یسارها حجر للطلبة علویة و سفلیة
أدرکناها و هی مشرفة علی الخراب، و الآن قد خربت بالکلیة، و الحائط الشرقی
خرب بتاتا و صار الناس یدخلون إلی المدرسة منه، و منذ سنتین صار بعض أهل
الطریقة الرشیدیة یقیمون الذکر فی قبلیة المدرسة، فجمعوا من بعضهم و من بعض
أهل الخیر نحو ثلاثین ألفا أقاموا فیه هذا الحائط من أنقاض المدرسة و
أصلحوا الدرج الذی ینزل منه إلی باب المدرسة، لأنه أصبح منخفضا لتعلیة
الأرض التی حول المدرسة. و کان فی وسط المدرسة حوض مرکب من ثمانیة أحجار
بدیع الشکل و قد خرب، و بعض أحجاره لم تزل ملقاة فی أرض المدرسة. و أما
القبلیة فقد کان جدارها المشرف علی صحن المدرسة أصابه الوهن فاهتم جمیل
باشا منذ أربعین سنة فی إصلاحه. و محراب المدرسة بدیع جدا، و هو مؤلف من
ثلاث عشرة حجرة من الرخام الملون، و فی طرفی المحراب عمودان من الرخام
الأزرق، و یعلو المحراب أحجار ملونة مشتبکة ببعضها علی أجمل وضع قد استفرغت
فیه الصنعة جهدها، و لسان حال هذا المحراب ناطق بما وصل إلیه فن العمارة
فی ذلک العصر من الإتقان، و هذا المحراب لم یزل علی حاله کأن بانیه قد فرغ
منه الآن، و هو من أهم الآثار العربیة القدیمة فی حلب. و عن یمین
القبلیة حجرة واسعة لعلها کانت موضع إلقاء الدروس، و عن یسارها حجرة واسعة
أیضا، و هناک فی وسطها أربعة قبور یتلو بعضها بعضا اثنان یعلوان عن
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 183