قدوم الأشرف إلی حلب متوجها إلی بلاده الشرقیة

قال أبو الفدا: فی هذه السنة توجه الملک الأشرف موسی بن الملک العادل (ابن عم الظاهر) من دمشق راجعا إلی بلاده الشرقیة، و لما وصل إلی حلب تلقاه صاحبها الملک الظاهر و أنزله فی القلعة و بالغ فی إکرامه، و قام للأشرف و لجمیع عسکره بجمیع ما یحتاجون إلیه من الطعام و الشراب و الحلوی و العلوفات، و کان یحمل إلیه فی کل یوم خلعة کاملة و هی غلالة و قباء و سراویل و کمة و فروة و سیف و حصان و منطقة و مندیل و سکین و دلکش و خمس خلع لأصحابه، و أقام علی ذلک خمسة و عشرین یوما و قدم له تقدمة و هی مائة ألف درهم و مائة بقجة من مائة مملوک. فمنها عشر بقج فی کل واحدة منها ثلاثة أثواب أطلس و ثوبان خطای، و علی کل بقجة جلد قندس کبیر، و منها عشر فی کل واحدة منها عشرة أثواب عتابی خوارزمی و علی کل بقجة جلد قندس کبیر، و منها عشر فی کل واحدة خمسة أثواب عتابی بغدادی و موصلی و علیها عشرة جلود قندس صغار، و منها عشرون فی کل واحدة خمس قطع مرسوسی و دبیقی، و منها أربعون فی کل واحدة منها خمسة أقبیة و خمس کمام، و حمل إلیه خمس حصن عربیة بعدتها و عشرین إکدیشا و أربعة قطر بغال و خمس بغلات فائقات بالسروج و اللجم المکفنة و قطارین من الجمال، و خلع علی أصحابه مائة و خمسین خلعة و قاد إلی أکثرهم بغلات و أکادیش، ثم سار الأشرف إلی بلاده اه.