نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 98
ذکر فتح الرقة و حرّان و الرها و سروج
قال ابن الأثیر فی حوادث سنة سبع عشرة: و فی هذه السنة قصد الروم أبا
عبیدة بن الجراح و من معه من المسلمین بحمص و کان المهیج للروم أهل الجزیرة
فإنهم أرسلوا إلی ملکهم و بعثوه علی إرسال الجنود إلی الشام و وعدوا من
أنفسهم المعاونة ففعل ذلک، فلما سمع المسلمون باجتماعهم ضم أبو عبیدة إلیه
مسالحهم و عسکر بفناء مدینة حمص، و أقبل خالد من قنسرین إلیهم فاستشارهم
أبو عبیدة فی المناجزة أو التحصین إلی مجیء الغیاث فأشار خالد بالمناجزة و
أشار سائرهم بالتحصین و مکاتبة عمر فأطاعهم و کتب إلی عمر بذلک، فلما سمع
الخبر کتب إلی سعد بن وقّاص أن اندب الناس مع القعقاع بن عمر و سرحهم من
یومهم فإن أبا عبیدة قد أحیط به، و کتب إلیه أیضا: سرح سهیل بن عدی إلی
الرقة فإن أهل الجزیرة هم الذین استشاروا الروم علی أهل حمص، و أمره أن
یسرح عبد اللّه بن عتبان إلی نصیبین ثم لیقصد (حرّان و الرها) و أن یسرح
الولید بن عقبة علی عرب الجزیرة من ربیعة و تنوخ و أن یسرح عیاض بن غنم فإن
کان قتال فأمرهم إلی عیاض، فمضی القعقاع فی أربعة آلاف من یومهم إلی حمص، و
خرج عیاض بن غنم و أمراء الجزیرة و أخذوا طریق الجزیرة و توجه کل أمیر إلی
الکورة التی أمر علیها، و خرج عمر من المدینة فأتی الجابیة لأبی عبیدة
مغیثا یرید حمص، و لما بلغ أهل الجزیرة الذین أعانوا الروم علی أهل حمص و
هم معهم خبر الجنود الإسلامیة تفرقوا إلی بلادهم و فارقوا الروم، فلما
فارقوهم استشار أبو عبیدة خالدا فی الخروج إلی الروم فأشار به فخرج إلیهم
فقاتلهم ففتح اللّه علیه، و قدم القعقاع بن عمر بعد الوقعة بثلاثة أیام
فکتبوا إلی عمر بالفتح و بقدوم المدد علیهم و الحکم فی ذلک، فکتب إلیهم أن
أشرکوهم فإنهم نفروا إلیکم و انفرق لهم عدوکم. قدمنا أن عمر کتب إلی سعد
أن سرح سهیل بن عدی إلی الرقة، فسار سهیل إلیها و قد أرفض أهل الجزیرة عن
حمص إلی کورهم حین سمعوا بأهل الکوفة فنزل علیهم فأقام یحاصرهم حتی صالحوه
فبعثوا فی ذلک إلی عیاض و هو فی منزل وسط بین الجزیرة فقبل منهم و صالحهم و
صاروا ذمة.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 98