نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 435
سنة تسع و ثلاثین و
خمسمائة لأمر اقتضاه، فسارع أتابک إلی النزول علیها فی عسکر عظیم، و کاتب
الترکمان بالوصول إلیه فوصل خلق عظیم، و أحاط المسلمون بها من کل الجهات و
حالوا بینها و بین من یدخل إلیها بمیرة و غیرها و نصب علیها المجانیق. و
شرع الحلبیون فنقبوا عدة مواضع عرفوا أمرها إلی أن وصلوا إلی تحت أساس
أبراج السور فعلقوه بالأخشاب و استأذنوا أتابک فی إطلاق النار فیه، فدخل
إلی النقب بنفسه و شاهده، ثم أذن لهم فألقوا النار فیه فوقع السور فی الحال
و هجم المسلمون البلد و ملکوه بالسیف یوم السبت سادس عشر جمادی الآخرة و
شرعوا فی النهب و القتل و الأسر و السبی حتی امتلأت أیدیهم من الغنایم. ثم أمر أتابک برفع السیف عن أهلها و منع السبی ورده من أیدی المسلمین و أوصی بأهلها خیرا، و شرع فی عمارة ما انهدم منها و ترمیمه. و
کان جمال الدین أبو المعالی فضل اللّه بن ماهان رئیس حران هو الذی یحث
أتابک فی جمیع الأوقات علی أخذها و یسهل علیه أمرها، فوجد علی عضادة
محرابها مکتوبا: أصبحت صفرا من بین الأصفرأختال بالأعلام و المنبر دان من المعروف حال بهناء عن الفحشاء و المنکر مطهر الرحب علی أننیلولا جمال الدین لم أطهر فبلغ ذلک رئیس حران فقال: امحوا جمال الدین و اکتبوا عماد الدین، فبلغ ذلک زنکی فقال: صدق الشاعر لولاه لما طمعنا فیها. و أمر عماله بتخفیف الوطأة فی الخراج و أن یأخذوه علی قد مغلاتها. ثم
رحل إلی سروج ففتحها و هرب الفرنج منها، ثم رحل فنزل علی البیرة فحاصرها
فی هذه السنة. و جاء الخبر من الموصل أن نصیر الدین جقر نائبه بالموصل قتل،
فخاف علیها و ترک البیرة بعد أن قارب أخذها و سار حتی دخل الموصل و أخذ
فرخانشاه ابن السلطان الذی قتل جقر و عزم علی تملک الموصل، فقتله بدم جقر و
ولی الموصل مکان الأمیر زین الدین علی کوجک. قال فی الروضتین و فی
الکامل: إن الرها من أشرف المدن عند النصاری و أعظمها محلا، و هی أحد
الکراسی عندهم، فأشرفها البیت المقدس ثم أنطاکیة ثم رومیة ثم
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 435