نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 413
البلد
و أطاعوه و سلموا إلیه، فلما ملکها أرسل إلی جوسلین صاحب الرها و تلک
البلاد و راسله و هادنه مدة یسیرة، و کان غرضه أن یتفرغ لاصلاح البلاد و
جند الأجناد، و کان أهم الأمور إلیه أن یعبر الفرات إلی الشام و یملک مدینة
حلب و غیرها من البلاد الشامیة، فاستقر الصلح بینهم و أمن الناس.
سنة 522 ذکر ملک أتابک عماد الدین زنکی مدینة حلب
اشارة
قال ابن الأثیر: فی هذه السنة أول محرم ملک عماد الدین زنکی بن آقسنقر
مدینة حلب و قلعتها، و نحن نذکر کیف کان سبب ملکها فنقول: قد ذکرنا ملک
البرسقی لمدینة حلب و قلعتها سنة ثمان عشرة و استخلافه بها ابنه مسعودا، و
لما قتل البرسقی سار مسعود عنها إلی الموصل و ملکها و استناب بحلب أمیرا
اسمه تومان. ثم إنه ولی علیها أمیرا اسمه ختلغ أبه و سیره إلی تومان
بتسلیمها فقال: بینی و بین عز الدین علامة لم أرها و لا أسلم إلا بها، و
کانت العلامة بینهما صورة غزال، و کان مسعود بن البرسقی حسن التصویر فعاد
ختلغ أبه إلی مسعود و هو یحاصر الرحبة فوجده قد مات، فعاد إلی حلب مسرعا، و
عرف الناس موته فسلم الرئیس فضایل ابن البدیع البلد و أطاعه المقدمون به و
استنزلوا تومان من القلعة بعد أن صح عنده وفاة صاحبه مسعود و أعطوه ألف
دینار، فتسلم ختلغ القلعة فی الرابع و العشرین من جمادی الآخرة سنة إحدی و
عشرین فظهر منه بعد أیام جور شدید و ظلم عظیم، و مد یده إلی أموال الناس لا
سیما الترکات فإنه أخذها، و تقرب إلیه الأشرار فنفرت قلوب الناس منه، و
کان بالمدینة بدر الدولة سلیمان بن عبد الجبار بن أرتق الذی کان قدیما
صاحبها فأطاعه أهلها، و قاموا لیلة الثلاثاء ثانی شوال فقبضوا علی کل من فی
البلد من أصحاب ختلغ أبه، و کان أکثرهم یشربون فی البلد صبحة العید و
زحفوا إلی القلعة فتحصن ختلغ أبه فیها بمن معه فحصروه. و وصل إلی حلب
حسان صاحب منبج و صاحب بزاعة لإصلاح الأمر فلم ینصلح، و سمع الفرنج بذلک
فتقدم جوسلین بعسکره إلی المدینة فصونع بمال فعاد عنها، ثم وصل بعده صاحب
أنطاکیة فی جمع من الفرنج فخندق الحلبیون حول القلعة فمنع الداخل
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 413