نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 370
و
قلّ الربیع ببلد حلب لاستیلاء الفرنج علی أکثر بلدها و الخوف علی باقیه، و
قلّت الأموال و احتیج إلیها لصرفها إلی الجند، فباع لؤلؤ قری کثیرة من بلد
حلب، و کان المتولی بیعها القاضی أبا غانم محمد بن هبة اللّه بن أبی جرادة
قاضی حلب و لؤلؤ یتولی صرف أثمانها فی مصالح القلعة و الجند و البلد، و
قبض لؤلؤ علی الوزیر أبی الفضل بن الموصل و استأصل ماله، و سار إلی قلعة
جعبر فأقام عند مالک بن سالم و استوزر أبا الرجا بن السرطان الرحبی مدة ثم
صادره و ضربه، و طلب أبا الفضل بن الموصول فأعاده إلی الوزارة بحلب. و جاءت
زلزلة عظیمة لیلة الأحد ثامن و عشرین من جمادی الآخر من سنة ثمان بحلب و
حران و أنطاکیة و مرعش و الثغور الشامیة و سقط برج باب أنطاکیة الشمالی و
بعض دور العقبة و قتلت جماعة و خربت قلعة أعزاز و هرب والیها إلی حلب، و
کان بینه و بین لؤلؤ مواحشة، فحین وصل إلی حلب قتله و أنفذ إلیها من
تدارکها بالعمارة و الترمیم، و خرب شیء یسیر فی قلعة حلب و خرب أکثر قلعة
الأثارب و زردنا. و صار شمس الخواص مقدم عسکر حلب و متولی أقطاع الجند، و
کانت سیرته إذ ذاک صالحة، و کان لؤلؤ فی أول أمره مقیما بقلعة حلب لا ینزل
عنها و یدبر الأمور فکتب إلی السلطان علی سبیل المغالطة یبذل له تسلیم حلب
و الخزائن التی خلفها رضوان و ولده آلب أرسلان و یطلب إنفاذ العساکر إلیه. و
قال ابن الأثیر: فی هذه السنة سار آقسنقر البرسقی. صاحب الموصل إلی الرها
فی خمسة عشر ألف فارس فنازلها فی ذی الحجة و قاتلها، فصبر له الفرنج و
اصابوا من بعض المسلمین غرة فأخذوا منهم تسعة رجال و صلبوهم علی سورها،
فاشتد القتال حینئذ و حمی المسلمون و قاتلوا فقتلوا من الفرنج خمسین فارسا
من أعیانهم، و أقام علیها شهرین و أیاما، و ضاقت المیرة علی المسلمین
فرحلوا من الرها إلی سمیساط بعد أن خربوا بلد الرها و بلد سروج و بلد
سمیساط و أطاعه صاحب مرعش علی ما نذکره.
ذکر طاعة صاحب مرعش و غیرها للبرسقی
قال ابن الأثیر: فی هذه السنة توفی بعض کنود الفرنج و یعرف بکواسیل و هو
صاحب مرعش و کیسوم و رعبان و غیرها، فاستولت زوجته علی المملکة و تحصنت من
الفرنج
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 370