نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 346
سنة 493
قال ابن العدیم: فی هذه السنة وصل مبارک بن شبل أمیر بنی کلاب فی جمع
کثیر من العرب فخالف الملک رضوان و رعوا زرع المعرة و کفر طاب و حماة و
شیزر و الجسر و غیر ذلک، و خلت البلاد و وقع الغلاء فی بلد حلب و لم یزرع
شیء فی بلدها و سلط اللّه الوباء علی العرب فمات شبل و مبارک ولده و
اضمحلت دولة العرب، و توجه الملک رضوان فی سلخ رجب من هذه السنة إلی
الأثارب و أقام علیها أیاما، و توجه إلی کلافی الخامس و العشرین من شعبان
لإخراج الفرنج منها، و اجتمع من کان فی الجزر و زردنا و سرمین من الفرنج و
التقوا فانهزم رضوان و استبیح عسکره و قتل خلق کثیر و أسر قریب من خمسمائة
نفس و فیهم بعض الأمراء، و عاد الفرنج إلی الجزر و أخذوا برج کفر حلب و برج
الحاضر و صار لهم من کفر طاب إلی الحاضر و من حلب غربا سوی تل منس، فإن
أصحاب جناح الدولة کانوا بها، و سار رضوان عقیب هذه النکبة إلی حمص مستنجدا
بجناح الدولة فأجابه و عاد إلی حلب و معه جناح الدولة و قد عاد الفرنج إلی
أنطاکیة، فأقام جناح الدولة بظاهر حلب أیاما فلم یلتفت إلیه رضوان، فعاد
عنه إلی حمص و تجمع الفرنج بالجزر و سرمین و أعمال حلب و جمعوا العدد و
الغلال لحصار حلب و عولوا علی حصارها فی سنة خمس و تسعین و قیل قبلها، و
وصل میمند و طنکرید إلی قریب حلب فنزلوا بالمشرفة من الجانب القبلی علی نهر
قویق لما بلغهم من ضعف رضوان و تمزیق عسکره و عزموا أن یبنوا مشهد قرنبیا
حصونا و أن یقیموا علی حلب و یستغلوا بلدها، فأقاموا فی تدبیر ذلک یوما أو
یومین، فبلغهم خروج أنوشتکین الدانشمند و أنه قد نازل بعض معاقل الفرنج و
هی ملطیة، فعادوا للدفع عنها فخرج الدانشمند فلقی میمند و جمعا من الفرنج
بأرض مرعش فأسره و قتل عسکره و لم یفلت منهم أحد، فخیب اللّه ظن الفرنج و
هربوا من أعمال حلب و ترکوا ما کانوا أعدوه. فخرج رضوان و أخذ الغلال
التی جمعوها و نزل سرمین، و سار جناح الدولة إلی أسفونا و به جماعة من
الفرنج فهجمه و قتل جمیع من فیه، و سار إلی سرمین فکبس عسکر الملک رضوان و
نهبه، و انهزم رضوان و أکثر عسکره و أسر الوزیر أبا الفضل بن الموصول و
جماعة و حملهم إلی حمص، و طلب الحکیم المنجم الباطنی فلم یظفر به، و کان
هذا الحکیم
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 346