نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 340
و
قیل إن أصحاب مصر من العلویین لما رأوا قوة الدولة السلجوقیة و تمکنها و
استیلاءها علی بلاد الشام إلی غزة و لم یبق بینهم و بین مصر ولایة أخری
تمنعهم من دخول الأفسیس إلی مصر و حصرها فخافوا و أرسلوا إلی الفرنج
یدعونهم إلی الخروج إلی الشام لیملکوه و یکون بینهم و بین المسلمین. فلما
عزم الفرنج علی قصد الشام ساروا إلی القسطنطینیة لیعبروا المجاز إلی بلاد
المسلمین و یسیروا فی البر فیکون أسهل علیهم، فلما وصلوا إلیها منعهم ملک
الروم من الاجتیاز ببلاده و قال: لا أمکنکم من العبور إلی بلاد الإسلام حتی
تحلفوا لی أنکم تسلمون إلیّ أنطاکیة، و کان قصده یحثهم علی الخروج إلی
بلاد الإسلام ظنا منهم أن الأتراک لا یبقون منهم أحدا لما رأی من صرامتهم و
ملکهم البلاد، فأجابوه إلی ذلک و عبروا الخلیج عند القسطنطینیة سنة تسعین و
وصلوا إلی بلاد قلج أرسلان بن سلیمان بن قتلمش و هی قونیة و غیرها، فلما
وصلوا إلیها لقیهم قلج أرسلان فی جموعه و منعهم فقاتلوه فهزموه فی رجب سنة
تسعین و اجتازوا فی بلاده إلی بلاد ابن الأرمنی فسلکوها و خرجوا إلی
أنطاکیة فحصروها، و لما سمع صاحبها باغیسیان بتوجههم إلیها خاف من النصاری
الذین بها فأخرج المسلمین من أهلها لیس معهم غیرهم و أمرهم بحفر الخندق، ثم
أخرج من الغد النصاری لعمل الخندق أیضا لیس معهم مسلم، فعملوا فیه إلی
العصر، فلما أرادوا الدخول منعهم و قال لهم: أنطاکیة لکم تهبوها لی حتی
أنظر ما یکون منا و من الفرنج، فقالوا له: من یحفظ أبناءنا و نساءنا؟ فقال:
أنا أخلفکم فیها، فأمسکوا و أقاموا فی عسکر الفرنج فحصروها تسعة أشهر، و
ظهر من شجاعة باغیسیان وجودة رأیه و حزمه و احتیاطه ما لم یشاهد من غیره
فهلک أکثر الفرنج موتا و لو بقوا علی کثرتهم التی خرجوا فیها لطبقوا بلاد
الإسلام، و حفظ باغیسیان أهل نصاری أنطاکیة الذین أخرجهم و کف الأیدی
المتطرقة إلیهم، فلما طال مقام الفرنج علی أنطاکیة راسلوا أحد المستحفظین
للأبراج و هو زراد یعرف بروزبه و بذلوا له مالا و إقطاعا و کان یتولی حفظ
برج یلی الوادی و هو مبنی علی شباک فی الوادی، فلما تقرر بینهم و بین هذا
الملعون الزراد جاؤوا إلی الشباک ففتحوه و دخلوا منه و صعد جماعة کثیرة
بالحبال، فلما زادت عدتهم علی خمسمائة ضربوا البوق و ذلک عند السحر و قد
تعب الناس من کثرة السهر و الحراسة، فاستیقظ باغیسیان فسأل عن الحال فقیل
إن هذا البوق من القلعة و لا شک أنها قد ملکت، و لم یکن من القلعة، و إنما
کان من
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 340