ذکر قیام أبی الفضائل سعد بن سعد الدولة بعد أبیه و ما جری له مع العساکر المصریة

قال الوزیر فی الذیل: جد لؤلؤ فی نصب أبی الفضائل فی الأمر و أخذ له البیعة علی الجند، و تراجعت العساکر إلی حلب و استأمن منها إلی صاحب مصر وفاء الصقلی و بشارة الأخشیدی و رباح و قوم آخرون، فقبلهم و أحسن إلیهم و ولی کل منهم بلدا، و قد کان أبو الحسن المغربی بعد حصوله فی المشهد بالکوفة کاتب صاحب مصر و صار بعد المکاتبة إلی بابه، فلما توفی سعد الدولة عظم أمر حلب عنده و کثر له أموالها و هون علیها حصولها، و أشار باصطناع أحد الغلمان و إنفاذه إلیها، فقبل منه إشارته و قدم غلاما یسمی منجوتکین فخوّله و موّله و رفع قدره و نوه بذکره، و أمر القواد و الأکابر بالترجل له و ولاه الشام، و استکتب له أحمد بن محمد القشوری و سیره إلی حلب، و ضم إلیه أبا الحسن المغربی لیقوم بالأمر و التدبیر.