نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 268
سنة 359 ذکر استیلاء الروم علی أنطاکیة و حلب و عودهم عنها
اشارة
قال ابن الأثیر: فی هذه السنة فی المحرم ملک الروم مدینة أنطاکیة، و سبب
ذلک أنهم حصروا حصنا بالقرب من أنطاکیة یقال له لوقا، و أنهم وافقوا أهله و
هم نصاری علی أن یرتحلوا منه إلی أنطاکیة و یظهروا أنهم انتقلوا منه خوفا
من الروم، فإذا صاروا بأنطاکیة (أعانوهم علی فتحها، و انصرف الروم عنهم بعد
موافقتهم علی ذلک، و انتقل أهل الحصن و نزلوا بأنطاکیة) بالقرب من الجبل
الذی بها، فلما کان بعد انتقالهم بشهرین وافی الروم مع أخی نقفور الملک، و
کانوا نحو أربعین ألف رجل فأحاطوا بسور أنطاکیة و صعدوا الجبل إلی الناحیة
التی بها أهل حصن لوقا، فلما رآهم أهل البلد قد ملکوا تلک الناحیة طرحوا
أنفسهم من السور و ملک الروم البلد و وضعوا فی أهله السیف، ثم أخرجوا
المشایخ و العجایز و الأطفال من البلد و قالوا لهم: اذهبوا حیث شئتم،
فأخذوا الشباب من الرجال و النساء و الصبیان و الصبایا فحملوهم إلی بلاد
الروم سبیا، و کانوا یزیدون علی عشرین ألف إنسان، و کان حصرهم له فی ذی
الحجة. و لما ملک الروم أنطاکیة أنفذوا جیشا کثیفا إلی حلب و کان أبو
المعالی شریف بن سیف الدولة محاصرا لها و بها قرعویه السلفی متغلبا علیها،
فلما سمع أبو المعالی خبرهم فارق حلب و قصد البریة لیبعد عنهم، و حصروا
البلد و فیه قرعویه و أهل البلد قد تحصنوا بالقلعة، فملک الروم المدینة و
حصروا القلعة، فخرج إلیهم جماعة من أهل حلب و توسطوا بینهم و بین قرعویه، و
ترددت الرسل فاستقر الأمر بینهم علی هدنة مؤبدة علی مال یحمله قرعویه
إلیهم و أن یکون الروم إذا أرادوا الغزاة لا یمکن قرعویه أهل القرایا من
الجلاء عنها لیبتاع الروم ما یحتاجون إلیه منها، و کان مع حلب حماة و حمص و
کفر طاب و المعرة و أفامیة و شیزر و ما بین تلک الحصون و القرایا، و سلموا
الرهائن إلی الروم و عادوا عن حلب و تسلمها المسلمون.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 268