نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 24
[مقدمة المؤلف]
اشارة
حمدا لمن جعل فی أنباء من مضی عبرة لمن حضر و صلاة و سلاما علی سیدنا محمد الذی أنار بسیرته و سیرة أصحابه بصائر البشر و بعد: فإن
علم التاریخ من أجل العلوم قدرا و أرفعها شأنا و أسماها رتبة، تتطلع إلیه
أرباب الهمم العالیة و تتشوق إلیه النفوس الفاضلة، و هو مرآة یبصر بها
المرء ما کان فی غابر الأعصار و یری ما دونه الأقدمون من العلوم و الفنون و
ما صنعته ید الإنسان من الأعمال و الآثار، فیدعو ذلک إلی الاتعاظ و
الاعتبار و التحلی بمحاسن المحسنین و الأخیار و التخلی عن مساوی المسیئین و
الأشرار، فتهذب بذلک نفسه و تظرف شمائله و تصفو مرآة فکره و یستنیر لبه و
تتوسع دائرة معارفه و علمه و تستقیم أموره و تنتظم أحواله و شؤونه. فالحاجة
إلیه أمر بدیهی لا یحتاج إلی سرد الشواهد و إقامة البراهین و الدلائل، و
حسبنا ما قصه اللّه علی رسوله الأعظم صلّی اللّه علیه و سلّم من أنباء من
مضی تثبیتا لفؤاده و إرشادا لأمته. و مع شدة الحاجة إلیه فإن فیه المهم و
الأهم، فالأهم وقوف المرء علی تاریخ بلدته التی ولد فیها و الأمة التی
ینتسب إلیها و الأماکن التی یجاورها و الدولة التی هو من رعیتها. و
الأمة التی تجهل تاریخ نشأتها و أحوال أسلافها و حوادث أوطانها و أسباب
صعودها و هبوطها تظل هائمة فی تیه التأخر هاویة فی مهاوی الانحطاط، تحیق
بها الرزایا من کل صوب و تتقاذفها أمواج البلایا من کل جهة، و تعبث بها
أیدی الأغیار ولا حول لها و لا طول. و علی قدر معرفتها بتاریخ نشأتها و تضلعها بحوادث من تقدمها یکون رقیها و انتظامها، إذا تقرر هذا فأقول: لما
کانت حلب الشهباء بلدتی فیها مسقط رأسی و بها مرتع أنسی و کان الکثیرون من
فضلائها السابقین و علمائها الماضین وضعوا لها تواریخ تنبیء بعظمة شأنها و
رفیع مجدها، و کانت الأیام قد شتتت شمل هذه التواریخ و نقلتها إلی غیر هذه
الدیار خصوصا الدیار الغربیة و المصریة و لم یبق منها فی الشهباء إلا نزر
یسیر و قل من کثیر لا یشفی علة و لا یروی غلة.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 24