نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 174
خلوصا
و انشراحا. و حسب ذی السلطان من السعادة أن یکون علی جنده و رعیته رحمة فی
عدله و حیطته و إنصافه و عنایته و شفقته و بره و توسعته، فزایل مکروه إحدی
البلیتین باستشعار تکملة الباب الآخر و لزوم العمل به تلق إن شاء اللّه
نجاحا و صلاحا و فلاحا. و اعلم أن القضاء من اللّه بالمکان الذی لیس به
شیء من الأمور لأنه میزان اللّه الذی یعتدل علیه الأحوال فی الأرض، و
بإقامة العدل فی القضاء و العمل تصلح الرعیة و تؤمن السبل و ینصف المظلوم و
یأخذ الناس حقوقهم و تحسن المعیشة و یؤدی حق الطاعة و یرزق اللّه العافیة و
السلامة و یقوم الدین و تجری السنن و الشرائع و علی مجاریها ینتجز الحق و
العدل فی القضاء، و اشتد فی أمر اللّه و تورع عن النطف و امض لإقامة الحدود
و أقلل العجلة و ابعد من الضجر و القلق و اقنع بالقسم، و لتسکن ریحک و یقر
جدک و انتفع بتجربتک و انتبه فی صمتک و سدد فی منطقک و أنصف الخصم و قف
عند الشبهة و أبلغ فی الحجة، و لا یأخذک أحد من رعیتک محاباة و لا محاماة و
لا لوم لائم، و تثبت و تأن و راقب و انظر و تدبر و تفکر و اعتبر و تواضع
لربک و ارأف بجمیع الرعیة و سلط الحق علی نفسک، و لا تسرعن إلی سفک دم فإن
الدماء من اللّه تعالی بمکان عظیم انتهاکا لها بغیر حقها، و انظر هذا
الخراج الذی قد استقامت علیه الرعیة و جعله اللّه للإسلام عزا و رفعة و
لأهله سعة و منعة و لعدوه و عدوهم کبتا و غیظا و لأهل الکفر من معاندیهم
ذلا و صغارا، فوزعه بین أصحابه بالحق و العدل و التسویة و العموم فیه، و لا
ترفعن منه شیئا عن شریف لشرفه و عن غنی لغناه و لا عن کاتب لک و لا أحد من
خاصتک، و لا تأخذن منه فوق الاحتمال له و لا تکلفن أمرا فیه شطط، و احمل
الناس کلهم علی مر الحق فإن ذلک أجمع لألفتهم و ألزم لرضی العامة، و اعلم
أنک جعلت بولایتک خازنا و حائطا و راعیا و إنما سمی أهل عملک رعیتک لأنک
راعیهم و قیمهم تأخذ منهم ما أعطوک من عفوهم و مقدرتهم و تنفقه فی قوام
أمرهم و صلاحهم و تقویم أودهم فاستعمل علیهم فی کور عملک ذوی الرأی و
التدبیر و التجربة و الخبرة بالعمل و العلم بالسیاسة و العفاف، و وسع علیهم
فی الرزق فإن ذلک من الحقوق اللازمة لک فیما تقلدت و أسند إلیک، و لا
یشغلنک عنه شاغل و لا یصرفنک عنه فإنک متی آثرته و قمت فیه بالواجب استدعیت
به زیادة النعمة من ربک و حسن الأحدوثة فی عملک و احترزت النصیحة من رعیتک
و أعنت علی الصلاح فدرت الخیرات ببلدک و فشت العمارة بناحیتک و ظهر الخصب
فی کورک فکثر خراجک و توفرت
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 174