طرق ثبوت النجاسة أولًا: بالعلم [1]
ذکر قدس سره إثبات نجاسة الماء و غیر الماء بالعلم و حکی عن الحلبی أنه
یکفی فی إثبات النجاسة مطلق الظن بها کما نسب إلی ابن البراج أنها لا تثبت
إلّا بالعلم الوجدانی و أنه لا اعتبار فیه بالبینة و بخبر العدل فضلًا عن
سائر الظنون، و ربما احتمل أن یکون مراده إثبات النجاسة حدوثاً، و أما
بقائها فیکفی فیه الاستصحاب للاتفاق علی اعتباره فی الموضوعات و المشهور أن
إثبات النجاسة یکون بامور منها العلم و اعتباره فی إثباتها أو إثبات غیرها
و کونه إحرازاً لا یحتاج إلی إطالة الکلام حیث إن کونه منجزاً للواقع من
الواضحات، نعم ذکرنا فی محله أن کون الجزم عذراً لیس لازماً فیمکن للشارع
أن یسقط الجزم و الاعتقاد بثبوت الشیء عن المعذوریة بالنهی عن تحصیلهما من
بعض الأسباب، و لکن لا یرتبط ذلک بالمقام. لا یقال: کیف یمکن الالتزام
بثبوت النجاسة بغیر العلم مع أن مدلول بعض الأخبار انحصار الغایة فی
الطهارة الظاهریة للشیء بالعلم بنجاسته؟ و فی موثقة عمار الساباطی: «کل
شیء نظیف حتی تعلم أنه قذر فإذا علمت فقد قذر و ما لم تعلم فلیس علیک» [1]
و فی موثقة حفص بن غیاث عن جعفر عن أبیه عن علی علیه السلام: «ما ابالی
أبول أصابنی أو ماء إذا لم أعلم» [2]. فإنه یقال: مضافاً إلی أن ما دل
علی اعتبار غیر العلم عبارة عن اعتباره علماً فیکون الدلیل علی اعتبار أمر
حاکماً علی ما فی الروایتین و یلتزم بالحکومة کذلک [1] وسائل الشیعة 3: 467، الباب 37 من أبواب النجاسات، الحدیث 4. [2] المصدر السابق: الحدیث 5.
نام کتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد جلد : 1 صفحه : 418