نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 84
سبحانه و لقاء
الآخرة و لذلك
[1] بنى العالم و
نظم النظام الأتمّ
[2] أَلا
إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ[3].
ثمّ، انّه
سبحانه لمّا خلق الخلق لعبادته و طلب منهم أن يعبدوه و ليس ذلك إلّا بأن يتمكّنهم
منها و يجعل لهم القدرة على الفعل و الترك حسب اختيارهم لِيَجْزِيَ
الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى[4]، فجعل عزّ
مجده فيهم آلات الفعل و أدواته و وهب لهم القدرة على الإتيان بما شاءوا و أعطاهم العقل
الّذي يسلك به سبيل الخير و يعلم به وجوه الشرّ و بعث فيهم رسلا مبشّرين و منذرين؛
فلذلك قطع عذرهم حيث لم يكن لهم عذر بوجه من الوجوه و إنّما هلك الهالك بسوء
اختياره و بيّنة من أمره [5] حيث يعرف الخير و الشرّ بتعريف اللّه
على لسان رسله و نجى النّاجي بحسن فعاله و للّه الحجّة البالغة [6] و لو شاء
لهداكم أجمعين. و سيأتي تحقيق ذلك المعنى [7] في آخر الكتاب [8] إن شاء
اللّه.