و بالجملة
لذلك وجب على السّنة الإلهية و الحكمة الرّبانية أن تكون هذه الأجناس الزكويّة
انّما يخرج منها ربع العشر الذي هو أقلّ نسب الأشعّة الى النور الأصلي و أدنى
مراتب تبعية الأشخاص الإنسانية للكامل منها. و ممّا يدلّ على انّ الأربعين عدد
ينزل فيه الرّوح من أعلى علّيّين الى قرار مكين، أنّ تخمير طينة آدم [2] عليه السلام
كان في أربعين صباحا و في اليوم الأربعين نفخ فيه الرّوح و استضاء جسده المبارك
بنور هذا الفتوح و كذا النطفة تصير بعد الأربعين علقة [3]، و هكذا في مراتبها
المتواردة عليها و منازلها التي يتّفق في حركتها، و انّ بعثة نبيّنا الذي هو سيّد
الخلق و أكمل أهل الغرب و الشرق كان في الاربعين [4] و البعثة
لكلّ نبي انّما يكون بعد العروج الى أقصى معارج كماله المتصوّر في حقّه و لنبيّنا
الى الصّعود الى قصيا الدرجات الممكنة في الواقع، و انّ إخلاص العبادة للّه تعالى
في أربعين صباحا موجب لظهور الأنوار الالهية و الحكمة الربانيّة [5]؛ و اللّه
أعلم و أحكم.
تذنيب
و يخطر
بالبال سرّ آخر لبيان أنّه جري في العناية الإلهية، أن يكون في الأربعين من
الأشخاص الإنسانية واحد فقير و لعلّ هذا البيان قريب من عكس
[1] .
يحتمل أن يكون إشارة الى حديث «لولاك لما خلقت الأفلاك» و ما في هذا المعنى: أصول
الكافي، ج 2، ص