لمّا كان
العبد يناجي ربّه في صلاته و يجعله نصب عينه في قبلته و المناجاة (مفاعلة) و هي
تكون بين الطّرفين فينبغي إذا تكلّم بالتسمية أن يرى أنّ اللّه يسمعها و أن يقف
حتى يسمع قوله تعالى: ذكرني عبدي و إذا [3] قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، يقف حتى يسمع من اللّه قوله: حمدني
عبدي و إذا قال:
الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ، يسمع قوله سبحانه: أثنى عليّ عبدي، و إذا قال: مالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ، يسمع قوله عزّ من قائل: مجّدني عبدي و في رواية: فوض إليّ عبدي [4]؛ فالأول [5] راجع الى
الحق بحسب ما يليق به و من حيث نسبة العالم إليه، و الثاني [6] من حيث
يقتضي نسبة العالم إليه فقط، و إذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ مراعيا حديث «اعبد اللّه كأنّك تراه» [7] و مخاطبا
إيّاه: بإيّاك نطلب حتى يسمع قوله عزّ شأنه: «هذه بيني و بين عبدي و لعبدي ما
سأل»، و إذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الى آخر السورة،
يسمع قوله جلّ جلاله: هذا هو الّذي لعبدي. و من تقسيم الحمد، يظهر انّ الصلاة
قسّمت بين اللّه و بين
[1] .
فصل- في الوقوف: فصل في الدخول على الحضرة و الوقوف في الخدمة د.
[2] .
اقتباس من كلام ابن العربي في الفتوحات، ج 1، ص 412- 412.
[3] .
مستفاد من خبر أخرجه مسلم في صحيحه، ج 1، كتاب الصلاة، حديث 38، ص 375 و النسائي
في سننه، ج 2، ص 135 (باب ترك قراءة بسم اللّه) و راجع أيضا: الفتوحات المكية، ج
1، ص 111 و تفسير مجمع البيان، ج 1، ذيل تفسير سورة الحمد، ص 78.