نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 55
شرح: في بعض النّسخ، بعد قوله
«بالتوحيد»، «أحسن أو أساء».
اعلم، انّه
ورد عنهم عليهم السّلام: أنّ الإحسان هو «أن تعبد اللّه كأنّك تراه» [1] و في هذا
الخبر فسر «الإحسان»، «بالتوحيد» الّذي هو من نعم اللّه. و مآل التّفسيرين واحد؛
فانّ الموحّد الحقيقيّ لا يرى للذّوات الممكنة وجودا و شيئيّة و لا حولا و لا قوّة
الّا باللّه، فإذا نظر إلى كلّ شيء فقد رأى اللّه فيه بحقائق الإيمان.
و قوله:
«أنعمت عليه [2] بالتّوحيد»، صريح في انّ «توحيد اللّه» من نعمه سبحانه و
ليس من صنع العبد في شيء، فكلا الإحسانين منه جلّ ثناؤه. فله الحمد في الأولى و
الآخرة و له الشكر على النّعم السّابقة و اللّاحقة.
الحديث
التاسع و العشرون [وجه انّ من علم انّ اللّه حق دخل الجنة]
بإسناده عن
حمران، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه و آله: «من مات و هو
يعلم أنّ اللّه حقّ، دخل الجنّة».
شرح: «الحقّ
المطلق»، هو الموجود الحقيقي الثابت بذاته، المستغني عن كلّ شيء في كلّ شيء، و
لا يستغني عنه شيء في شيء بل الكلّ منه و له الكلّ في وحدة، إذ لو احتاج هو في
شيء إلى شيء أو استغنى عنه شيء في شيء فليس حقّا على الإطلاق. فالمبدأ الأوّل [3]، هو «الحقّ
المطلق» و كلّ ما سواه فباطل محتاج
[1] .
سنن الترمذي، 5/ 7 حديث 261؛ صحيح مسلم، كتاب الإيمان، ج 1، ص 64 عن النّبي (ص)؛
سنن أبي داود، كتاب السنة، ج 4، ص 224 عن النّبي (ص) و في مصباح الشريعة في هذا
المعنى: «اعبد اللّه كأنّك تراه» الباب 100، في حقيقة العبودية.