نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 480
الفعل بنفسه، فهو
مكره عاجز و إمّا أن يشاء هو أيضا ذلك: فإمّا أن يكون الفعل بتلك المشيّة، فلا دخل
لإيجاب الغير هنا و إمّا أن يكون بذلك الإيجاب أو بهما معا، فلم يفعل بهذه
المشيّة، فلم يكن قادرا مطلقا؛ و إمّا أنّه شاء إن أوجب عليه و لم يشأ إن لم يوجب،
فلم يصدق عليه انّه إذا شاء فعل و إن لم يشأ لم يفعل. و أمّا الموجب (بالكسر)
بمعنى أنّه أوجب هو وجود الفعل من نفسه لا من غيره: فإمّا أن يكون ذلك بطريق
اللّزوم فذلك ينافي القدرة و المنازع مكابر لمقتضى فطرته، و إمّا أن يكون ذلك
الإيجاب [1] بموجب الاختيار- و لمّا كان
هذا الإيجاب بنفسه- و كذا كونه بحيث إن شاء فعل بنفسه، فإذا فرض بالنسبة الى ترك
الفعل يجتمع قولنا يقدر بالاعتبار الثاني و لا يقدر بالاعتبار الأول و هذا تناقض؛
فان أجبت باختلاف الحيثيات و الاعتبارات، قلنا: قد صرّحوا هم و أقيم البرهان على
انّ الواحد الحقيقي ليس فيه تكثّر حيثيّة و لا تعدّد اعتبار بل ليس فيه حيثية الّا
حيثية الذّات و بالجملة، الإيجاب مطلقا و بأيّ اعتبار كان و في أيّة مرتبة من
مراتب الذّات ينافي القدرة المطلقة و الاختيار المطلق، فالقائل به منكر للقدرة- و
قد سبق ذلك مبسوطا- و أمّا انّ منكر القدرة كافر فلأنّ ذاته سبحانه علم و قدرة و
غيرهما فمنكرها منكر للذّات الأحديّة و المنكر للذّات كافر.
بإسناده عن
الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير قال دخلت على سيّدي موسى بن جعفر عليهما السلام
فقلت له: «يا ابن رسول اللّه علّمني التّوحيد». فقال: «يا أبا أحمد لا تتجاوز في
التّوحيد ما ذكره