نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 468
هو مظاهر تلك
الأنوار العقلية المندرجة في الإنسان كما يشعر بذلك ما روي عنه صلّى اللّه عليه و
آله: «خلق اللّه تعالى العرش و ما فيه، من نوري» [1].
و أمّا
المعاصي و الذّنوب الّتي في الإنسان، فهي ما بحسب أعماله و أقواله و اعتقاداته. و أصل
ذلك كلّه اعتقاده أنّه شيء و أنّ له وجودا، كما قيل: «وجودك ذنب لا يقاس به ذنب».
فما أقرب
الرّاحة من التّعب، و البؤس من النّعيم، و ما شرّ بشرّ بعده الجنّة، و ما خير بخير
بعده النّار، و كلّ نعيم دون الجنّة محقور، و كلّ بلاء دون النّار عافية.
أي ما أقرب راحة
الدّنيا من التّعب يوم القيامة و ما أقرب بؤس الدنيا من نعيم الآخرة! و جملتا: «ما
شرّ بشر بعده الجنة» و «ما خير بخير بعده النّار» «نشران» وقعا على غير [2] ترتيب
«اللّفّ» أي ليس ما يحسبه الإنسان شرا في الدنيا يكون بعده الجنة بشر في الحقيقة،
و كذلك الخير الّذي في الدنيا ليس بخير في الحقيقة و يكون بعده النّار، إذ كل نعيم
غير الجنة حقير لفنائه و عدم خلوصه من الآلام، و كلّ بلاء غير بلاء النّار عافية
لانقضائه و عدم خلوصه من النعمة؛ إذ البلاء مشحون بالنعماء بل عينها كما يراه أهل
اللّه و هاتان النّشران وقعا أيضا على غير ترتيب لفّيهما، كما لا يخفى؛ فتبصّر.
الحديث
السّابع و العشرون [وجه استدلال ابراهيم (ع) على التوحيد]
[1] .
بحار، ج 15، ص 10: «فلمّا أراد اللّه تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش
فالعرش من نوري».