responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 351

فاوّل شي‌ء خلقه اللّه من خلقه، الشّي‌ء الّذي جميع الأشياء منه و هو الماء.

و وجه التعبير عنه ب «الماء» هو القابليّة للصّور و الأعراض و الطوع لما أراد منه الصّانع الحكيم المنزّه عن العلل و الأغراض. و معنى كون جميع الأشياء منه، هو إمكان الأشياء المكوّنة و المحدثة و وجوبها عن المادة، لأنّ ذواتها و وجوداتها عنها؛ إذ لا يمكن للأشياء المكونة [1] ماهية و وجود بدون المادة و لو لم يكن إمكانها و وجوبها عن المادة فلم يكن يمكن و يجب عنها، فيستحيل أن تكون ذاتها و وجودها، هذا خلف. فكل ما كان ذاته و وجوده عن شي‌ء فإمكانه و وجوبه عنه، بمعنى انّه يمكن و يجب أن يكون من فاعله لكن عن ذلك الشي‌ء، لا انّه يمكن أو يجب من الفاعل لا عن شي‌ء؛ إذ قد فرض أنّ وجوده و ذاته عن ذلك الشي‌ء فالهيولى كلّ شي‌ء بالقوة، كما نقل عن أساطين الحكمة.

[وجه خلقه تعالى اوّل ما خلقه لا من شي‌ء كان قبله‌]

فقال السّائل: «فالشّي‌ء خلقه من شي‌ء أو من لا شي‌ء؟» فقال: «خلق الشّي‌ء لا من شي‌ء كان قبله».

تقرير السؤال، أنه قد ظهر انّ هذا الشي‌ء الّذي هو المبدأ هو الّذي خلق عنه جميع الأشياء، فكون هذا المبدأ إمّا عن شي‌ء كما هو حكم سائر الأشياء الّتي ابتدأت منه، أو من لا شي‌ء؛ لا سبيل الى كونه من لا شي‌ء، إذ العدم الصرف لا يكون مادة لشي‌ء فبقي أن يكون من شي‌ء و في ذلك إبطال كون الماء مادّة أولى.

و تحرير الجواب، انّ الحصر المذكور ليس بجامع؛ إذ هاهنا احتمال آخر و هو


[1] . المكونة:- م.

نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست