نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 311
و اعلم ان تقييد
الحمد بهذه الأوصاف ثم تفريع قوله: «فكل شيء»- الى آخره- عليها، يشعر بأنّ الحمد
انما يليق بمن يتّصف [1] بها، و انّ من يوصف [2] بمقابلاتها فهو للمخلوق لا ينبغي له الحمد و انّ الحمد، على الكمال
الّذي للمخلوق انّما هو بالحقيقة لخالقه، و ذلك لأنّ كلّ ما يتعلّق به الإحساس [3]، أو يحيط به العقول، أو يقع عليه
الوهم فهو مخلوق، و كلّ ما في المعلول من الحسن و البهاء فهو من العلة، فله الحمد
في الأولى و الآخرة.
[وجه انّه
تعالى حيث ما يبتغى يوجد]
و اللّه هو
العليّ العظيم حيث ما يبتغى يوجد هذا الكلام الّذي صدر عن منبع الولاية قصم ظهور
من أنكر لقاء اللّه في الأولى و الآخرة، و من زعم أنّ مع اللّه آلهة أخرى أو يوجد
معه شيء من الأشياء.
فوا حسرتا للمتكلّم!
حيث لا يرى اللّه في الدنيا وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ
فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا[4] و يا عجبا
للفلسفيّ! حيث يرى للّه شركاء من الأرباب فليرتقوا في الأسباب. و أعمى اللّه عين
الحلولي [5] الحولاء و فضّ اللّه فاه لأنّه أثبت شيئا مع اللّه
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا فوقهم درجات [6] و كيف
يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ[7] هيهات
هيهات!