نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 310
الذّات أو من
عوارضها، بل هي خلقه تعالى خلقها وسيلة بينه و بين خلقه ليدعوه بها و يتوصلوا [1] الى معرفته من طريقها.
الحديث
السّادس عشر
بإسناده عن
عبد اللّه بن جرير العبدي عن جعفر بن محمّد عليهما السلام انّه كان يقول: «الحمد
للّه الّذي لا يحسّ و لا يجسّ و لا يمسّ و لا يدرك بالحواسّ الخمس و لا يقع عليه
الوهم و لا تصفه الألسن فكلّ شيء حسّته الحواسّ أو جسّته الجواسّ أو لمسته الأيدي
فهو مخلوق».
ينبغي أن
يكون «يحسّ» بالمهملتين من الإحساس بمعنى مطلق العلم كما في قوله تعالى هَلْ
تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ[2] لا من الحس بمعنى المدرك بالحواس.
و «الجسّ»
بالجيم بمعنى الإدراك البصري كما قلنا فيما سبق، فيكون ذكر الحواس الخمس بعد البصر
و اللمس من عطف العام على الخاص لبيان إجراء الحكم في الأفراد الاخر. و بالجملة،
نفى عليه السلام عنه تعالى إدراك العقل إيّاه بالجملة الأولى، اذ لا يحيطون به
علما، و إدراك المشاعر الظاهرة بالجمل الثلاث [3] و إدراك
المشاعر الباطنة بقوله: «و لا يقع عليه الوهم»، ثمّ نفى وصفه بالألسن سواء كانت
ألسن [4] الأبدان أو الأذهان و سواء كانت سافلة أو عالية و قد سبق
بيان ذلك كله مشروحا.