احد لا
بتأويل عدد قد سبق انّ أحديّته عزّ شأنه أحديّة ذاتيّة حقيقيّة لا ينثلم بالكثرات
العدديّة و لا يحصل بانضمامها الى أيّ شيء كان عدد من الأعداد الحقيقية. و
«التأويل»، تفعيل من آل يؤل: إذا رجع. و معنى عدم الرجوع الى العدد هو أنه لا
يتألف من تلك الوحدة و وحدة أخرى، عدد يجمعها فهو تعالى رابع ثلاثة و سادس خمسة لا
انّها ثالث ثلاثة لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ[2].
الخالق لا
بمعنى حركة قد سبق أنّ كلّ فاعل غير اللّه فإنّما يفعل بحركة البتة: أمّا العقل،
فانّه يفعل بحركته نحو ذاته حركة مستوية تشبه السّكون، و إن كان هو و معقولاته
شيئا واحدا؛ و أمّا النفس، فهي العدد المتحرك و فعلها التحريك فقط لأنّها تفعل
بحركتها مبتدئة نحو علتها الى أن ينتهي الى معلولها. و سرّ ذلك انّ النّفس هو
العقل المصوّر بصورة الشوق. و الحركة من لوازم الشوق. و أمّا الطبيعة، فهي سيّالة
بذاتها لانبعاثها من الشوق النفسي و لقصورها عن درجة المفارقات فما لم يحرّك
المادّة لاستعداد صورة لا يمكن أن يفعل فعلها. و اللّه سبحانه، فاعل لا بأن يكون
في فعله حركة أو يسبق فعله حركة إذ فعله الإبداع و هو «خلق ساكن»، كما في حديث
عمران الّذي سيجيء في آخر الكتاب إن شاء اللّه [3].
السّميع لا
بأداة، البصير لا بتفريق آلة، المشاهد لا بمماسّة