نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 232
بيان ذلك:- كما
حقّقنا سابقا- هو انّ ذلك الحكم إنّما يصحّ في بعض المراتب اللّواحق، كالوجود في
عالم الكون بالنظر إلى العالم المتوسط النفسيّ و كالوجود النفسيّ بالقياس إلى العالم
العقليّ؛ و أمّا الوجود العقليّ في العالم الإلهيّ فهو وجود ابتدائيّ لا محالة
فقوله: «ابتدأ» إشارة إلى العالم العقلي.
و الابتداع
إنّما هو في العالم النفسي و الفعل في العالم الكونيّ كما يدلّ عليه نسبة الإرادة
إذ الإرادة من صفات الفعل كما هو الحقّ عند أهل اللّه [1]. و المعنى:
ابتدأ في العالم الإلهي الأشياء التي أظهرها و ابتدعها في العالم الرّبوبيّ، و
أوجد في العالم الرّبوبيّ كلّ ما ابتدأه في العالم الإلهي بحيث لا يشذّ منها شيء
و فعل، و أظهر في عالم الشّهادة كلّ شيء أراد في عالم الطبيعة الّتي هي سنّة اللّه
في الخليقة و أراد جميع ما استزاد من نعم الدّنيا و الآخرة، إذ لا نفاد لكلمات
اللّه.
و الاستزادة
إنّما هي في الجزئيّات الخلقيّة و الأشخاص الكونيّة. ذلك الّذي رتّب العوالم على
النهج السببيّ و المسبّبي و الاتّصال العلّىّ و المعلوليّ و الترتيب الإلهيّ، هو ربّ
العالمين الّذي هو ربّ الأرباب و مسبّب الأسباب؛ فتبارك اللّه رب العالمين.
الحديث
السّادس
بإسناده عن
سعد بن سعد قال: «سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن التّوحيد» فقال: «هو
الّذي أنتم عليه».
شرح: أي هو الّذي
اقتضته فطرتكم الّتي فطركم اللّه عليها من توحيده و إلهيّته و ربوبيّته. و قد سبق [2] معنى الفطرة
على التّوحيد؛ أو ما «أنتم عليه» يا معشر المسلمين من انّ صانع العالم واحد لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[3].