responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 204

أقول: و هذا هو «التّعلّم» لأنّ معناه الاكتساب من الغير سواء كان دفعة [1] كما في هذه الصورة أو تدريجا كما للنفوس الإنسانية.

و بالجملة، فكلّ مخلوق فعلمه لا محالة بعد جهل و تعلّم سواء كان عقلا أو نفسا، و اللّه سبحانه لمّا كان علما بذاته لا بصفة قائمة به أو عينه، فمعنى كونه عالما انّه لم يجهل و لم يتعلّم، بل أفاض العلم على العالمين، و وهب ذلك الكمال للمتعلّمين، و أحاط بالأشياء علما قبل وجودها، لا بأن يتمثّل في ذاته، بل لأنّ ذاته كانّها مثال كلّ شي‌ء و المثال لا يتمثّل. و يحتمل أن يكون المعنى انّه أحاط بالأشياء علما أي في العالم العقليّ الإلهيّ قبل كونها أي وجودها الخلقيّ في العالم الحسيّ، فلم يزدد علمه بسبب وجودها إذ ليس علمه بصورة أو شبح حتى يزداد ذلك بسبب وجود ذي الصّورة حين كانت الصورة مطابقة له، و لا بإضافة إشراقية نوريّة أو غيرها حتى يتخصّص لوجود المضاف إليه. فوجود الأشياء هو نفس‌ [2] صدورها معقولات له، فكيف يزداد علمه بسبب وجودها؟! فعلمه بها قبل كونها كعلمه بها بعد كونها إذ ذاته علم و كلّه علم فكيف يختلف علمه.

و «الكون» في قوله: «بكونها» تامّة و «علما» تميز للازدياد و قوله «علمه» مبتداء خبره قوله: «كعلمه».

[وجه عليّته و فاعليّته تعالى للأشياء]

لم يكوّنها لشدّة سلطان، و لا خوف من زوال و لا نقصان و لا استعانة على ضدّ مثاور، و لا ندّ مكاثر، و لا شريك مكابد. خلائق مربوبون و عباد داخرون‌

«ثاوره»: واثبه من «الثور» و هو الهيجان و الوثوب. و «كاثره»: غالبه. و «كابد»:


[1] . دفعة ... سواء كان:- ن.

[2] . نفس:- م.

نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست