نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 198
نفسه و بارئه، و الّذي فيه ثلاثيّة هو النّفس، و الذي فيه أربعيّة و
هو الطبيعة. و الباري تعالى عالم بجميع المعلومات على طريق الإحاطة بالأسباب التي
هي الأعداد؛
و كذا هو سبحانه لا يخلو من الأشياء
[1] بالمعنى الّذي قلنا، لأنّه لم تغب عنه أي عن نوره- خفيّات غيوب
الهواء. و إضافة «الخفيّات» إلى «الغيوب» للمبالغة أي الّتي في غاية الخفاء في
فضاء العالم و هو البعد الّذي كان يقبل صورة العالم بأسرها- مفارقاتها و
مادّياتها- و فيه «نفس الرّحمن» و منه يهبّ هذه الرّيح الّتي هي تموّج [2] ذلك الهواء المحسوس، لقوله صلى اللّه
عليه و آله: «لا تذمّوا الرّيح فانّه من نفس الرّحمن»؛ و لم تغب عنه تعالى الغوامض
المكنونة في ظلم الدّجى و هي ظلمة الموادّ القابلة للصّور؛ إذ المادّة كلّ شيء
بالقوّة، فكلّ شيء فهو في المادّة بأغمض وجه. و لا يعلم ذلك الّا اللّه الّذي لا يعزب
عنه مثقال ذرّة؛ و لم تغب عنه جلّ و علا كلّ ما في السماوات العلي و الأرضين
السّفلى إذ هو بكلّ شيء محيط. و الى هذه العلّة أشار عليه السّلام بقوله:
[وجه انّه لكلّ شيء «أمر» ربّانيّ يحفظه]
لكلّ شيء منها حافظ رقيب، و كلّ شيء منها بشيء محيط، و المحيط بما
احاط منها اللّه الواحد الأحد الصّمد
في بعض النّسخ «و رقيب» بالواو و لا يلزم منه تغاير «الحافظ» و
«الرّقيب». و قوله:
«و المحيط» مبتدأ و «اللّه» خبره أي المحيط بالمحيط منها بكلّها، هو
اللّه تعالى.
و اعلم [3]،
انّ لكلّ شيء في عالم الملك، ملكوتا يخصّه و يدبّر امره و لذلك