نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 160
ربّ العالمين.
[وجه انّه لا قرين له تعالى]
و بمقارنته بين الأمور عرف ان لا قرين له
لأنّه قرن الوجود بالماهيّة، و الفصل بالجنس، و الصّورة بالمادة، و
المعلولات بعللها، و النفوس بالأجسام، و في المركبات ظاهر لا يخفى، فدلّ ذلك على
أن لا قرين له بالبيان المذكور؛ و لأنّ المقارنة تدلّ على الحدث الممتنع من الأزل
كما ذكرنا [1]؛ و لأنّ كلّ شيء بالنسبة إليه هالك
فكيف تتحقّق المقارنة؛ و أيضا، هي تستلزم الاشتراك في أمر لا محالة، و هو سبحانه
لا يشاركه شيء في شيء.
ضادّ النّور بالظّلمة و الجلاية بالبهم و الجسو بالبلل و الصّرد
بالحرور بيان لمضادّته بين الأشياء بذكر أمثلة منها. و النّور أعمّ من النّور
المعقول و المحسوس و كذا مقابله. و الجلاية: الوضوح. و البهم: ضدّها. و الجسو:
الصّلابة.
في القاموس: جسا كدعا جسوا: صلب، فيكون المراد بالبلل، اللّينة. و في
نهج البلاغة: «و الجمود بالبلل» و قد عبّر بالجمود عن اليبوسة، و بالبلل عن
الرطوبة و هذا أظهر. و «الصّرد»: البرد و هو معرّب.
مؤلّف بين متعادياتها
كالحرارة مع البرودة و الرّطوبة مع اليبوسة.
مفرّق بين متدانياتها
كتفريق الصّور عن الموادّ، و النّفوس عن الأبدان، و تفريق أفراد
الطبيعة بعضها عن بعض بالفصول و التّشخصات و الحصص عن الكلّ باختلاف الأعراض إلى
غير ذلك. ممّا لا يحصى.