responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 130

انتهى. فالأشياء عنده سبحانه قبل الإيجاد ليست من حيث انّها أشياء، إذ ليس في تلك المرتبة الّا الذّات الأحديّة الصّرفة البسيطة من جميع الوجوه المقدّسة عن قاطبة أنحاء التركيب الّذي يتصوّر في المألوه، بل من حيث انّها هالكة الذّوات، فانية الهويّات أزلا و أبدا و جاعلها القيّوم قائم مقامها، نائب منابها، سادّ مسدّها.

فإذا صدرت عن جاعلها القيّوم، احتجبت‌ [1] عن الذّات و برزت عن كمون الهويّات بمعنى: صارت محجوبة عن ربّ الأرباب و ضرب بينها و بين الذات حجاب و امتازت بعضها عن بعض و اكتنفت بالإبرام و النّقض؛ فصحّ انّ «الحجاب» هو نفس الصدور و الإيجاد لا أنّ اللّه سبحانه يمكن أن يكون بينه و بين خلقه حجاب إذ الحجاب أيضا خلقه و أيّ حجاب يمنع نوره و يقهر سلطانه عزّ شأنه!

و لعمري! انّ ما قلنا غاية ما يمكن أن يقال و فوق ذلك أسرار لا مجال فيها للمقال. و على اللّه التّوكّل في جميع الأحوال.

[وجه مباينته تعالى عن الخلق‌]

و مباينته ايّاهم مفارقته إنّيتّهم‌

«الإنّية» [2]، بتقديم النّون المشدّدة على المثنّاة التحتانيّة و في بعض النّسخ [الأينيّة] بتوسّط النون بين المثنّاتين التحتانيّتين.

و المعنى على الأوّل، انّ مباينة اللّه سبحانه من الخلق، إنّما هو بكونه مفارقا


الميمر العاشر من أثولوجيا (افلوطين عند العرب، ص 163): «و أمّا الباري فانّه إذا أراد فعل شي‌ء فانّه لا يمثّل في نفسه و لا يحتذي صنعة خارجة منه لأنه لم يكن شي‌ء قبل أن يبدع الأشياء، و لا يتمثل في ذاته لأنّ ذاته (و في النّص كأنّ ذاته) مثال كلّ شي‌ء فالمثال لا يتمثل».

[1] . احتجبت: احتجب د.

[2] . الإنّيّة:- م.

نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست