و قد تقدم الكلام في ذلك في طي المسألة الرابعة من الفصل الأول في الصلاة على الميت‌

[مسألة (16) يجوز تكرار الصلاة على الميت]

مسألة (16) يجوز تكرار الصلاة على الميت سواء اتحد المصلى أو تعدد لكنه مكروه إلا إذا كان الميت من أهل العلم و الشرف و التقوى.

المشهور على كراهة تكرار الصلاة على جنازة واحدة مطلقا: مرتين أو أكثر، جماعة أو فرادى، من مصل واحد أو متعدد، و عن الغنية دعوى الإجماع عليه (و استدلوا لها) بالجمع بين النصوص الناهية عنه و المرخصة فيه بحمل الاولى على الكراهة بقرينة الثانية.

(فمن الاولى) خبر وهب بن وهب عن الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلى على جنازة فلما فرغ جائه أناس فقالوا يا رسول اللّه لم ندرك الصلاة عليها، فقال لا يصلى على جنازة مرتين و لكن ادعوا لها (و خبر إسحاق بن عمار) عن الصادق عليه السلام قال ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلى على جنازة فلما فرغ جاء قوم فقالوا فاتتنا الصلاة عليها، فقال ان الجنازة لا يصلى عليها مرتين و لكن ادعوا له و قولوا خيرا، و قريب منهما خبر حسين بن علوان.

(و من الثانية) موثق عمار عن الصادق عليه السلام قال: الميت يصلى عليه ما لم يوار بالتراب و ان كان قد صلى عليه (و موثقة يونس) عنه عليه السلام قال سئلته عن الجنازة لم أدركها حتى إذا بلغت القبر، قال عليه السلام إذا أدركتها قبل ان تدفن فإن شئت فصل عليها (و خبر جابر) عن الباقر عليه السلام، قال قلت أ رأيت إن فاتتني تكبيرة أو أكثر، قال عليه السلام تقضى ما فاتك، قلت استقبل الصلاة (أو القبلة) قال عليه السلام بلى و ان تتبع الجنازة، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج الى جنازة امرأة من بنى النجار فصلى عليها فوجد الحفيرة لم يمكنوا فوضعوا الجنازة فلم يجئ قوم الا قال لهم صلوا عليها (و خبر الحلبي) عن الصادق عليه السلام قال كبر أمير المؤمنين عليه السلام على سهل بن حنيف و كان بدريا خمس تكبيرات ثم مشى ساعة ثم وضعه و كبر عليه خمسة أخرى فصنع به ذلك حتى كبر عليه خمسا و عشرين تكبيرة (و خبر ابى بصير) عن الباقر عليه السلام قال كبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حمزة سبعين تكبيرة و كبر على‌