responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغارات - ط الحديثة نویسنده : الثقفي الکوفي، ابراهیم    جلد : 2  صفحه : 929

تكره، و لا أجتهد إلّا فيما يسوءك، و ستعلم أيّنا الخاضع لصاحبه: الطّالع إليه. و السّلام.

فلمّا ورد كتاب زياد على معاوية غمّه و أحزنه، و بعث إلى المغيرة بن شعبة فخلا به و قال: يا مغيرة إنّي أريد مشاورتك في أمر أهمّني فانصحني فيه و أشر عليّ برأي المجتهد، و كن لي أكن لك، فقد خصصتك بسرّي و آثرتك على ولدي، قال المغيرة: فما ذاك؟ و اللَّه لتجدنّي في طاعتك أمضى من الماء في الحدور من ذي الرّونق في كفّ البطل الشّجاع، قال: يا مغيرة إنّ زيادا قد أقام بفارس يكشّ لنا كشيش- الأفاعي، و هو رجل ثاقب الرّأي ماضي العزيمة جوّال الفكر مصيب إذا رمى، و قد خفت منه الآن ما كنت آمنه إذ كان صاحبه حيّا، و أخشى ممالأته حسنا فكيف السّبيل إليه؟ و ما الحيلة في إصلاح رأيه؟- قال المغيرة: أنا له ان لم أمت، انّ زيادا رجل يحبّ الشّرف و الذّكر و صعود المنابر فلو لا طفته المسألة و ألنت له الكتاب لكان لك أميل و بك أوثق، فاكتب إليه و أنا الرّسول.

فكتب معاوية إليه:

من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبي سفيان:

أمّا بعد فانّ المرء ربّما طرحه الهوى في مطارح العطب و انّك للمرء المضروب به المثل قاطع الرّحم و واصل العدوّ، و حملك سوء ظنّك بي و بغضك لي على أن عققت قرابتي و قطعت رحمي و بتّت نسبي و حرمتي حتّى كأنّك لست أخي و ليس صخر بن حرب أباك و أبي، و شتّان ما بيني و بينك أطلب بدم ابن أبي العاص و أنت تقاتلني، و لكن أدركك عرق الرّخاوة من قبل النّساء، فكنت‌

كتاركة بيضها بالعراء

و ملحفة بيض أخرى جناحا

و قد رأيت أن أعطف عليك و لا أؤاخذك بسوء سعيك و أن أصل رحمك، و أبتغي الثّواب في أمرك. فاعلم أبا المغيرة أنّك لو خضت البحر في طاعة القوم فتضرب بالسّيف حتّى ينقطع متنه لما ازددت منهم الّا بعدا فانّ بني عبد شمس أبغض إلى بني هاشم من الشّفرة إلى الثّور الصّريع و قد أوثق للذّبح. فارجع رحمك اللَّه إلى أصلك و اتّصل بقومك و لا تكن كالموصول يطير بريش غيره، فقد أصبحت ضالّ-

نام کتاب : الغارات - ط الحديثة نویسنده : الثقفي الکوفي، ابراهیم    جلد : 2  صفحه : 929
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست